الرئيسية شؤون إسرائيلية
تاريخ النشر: 26/05/2025 02:21 م

"وفا" ترصد التحريض والعنصرية في الإعلام الإسرائيلي

 

رام الله 26-5-2025 وفا- رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين 18 و25-5-2025.

وتقدم "وفا"، في تقريرها رقم (413) رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، الذي شهد تركيزا كبيرا على التوسع الاستعماري، وقرار "الكابينت" المتعلق بـ"فرض السيادة" على الضفة الغربية الذي "يسمح بتحويل أراضٍ في "يهودا والسامرة" إلى "أراضي دولة".

أبرز تلك المقالات التحريضية، مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، بقلم رون بن يشاي وبعنوان: "مطلوب مخطط جديد".

المقال يُقدّم مأساة غزة كمعضلة لوجستية لإسرائيل، لا ككارثة إنسانية ناتجة عن استعمار وقمع. الأخلاق تُذكر كترف داخلي إسرائيلي، لا كمساءلة للعدوان نفسه. يُختزل الفلسطيني إلى "سكان يعانون" فقط حين يُفيد ذلك أمن إسرائيل. الحلول المقترحة لا تعترف بحقوق الفلسطينيين، بل تنظم السيطرة عليهم من خلال لجان دولية وجيش باقٍ على تخوم القطاع.

وفي مقال آخر عن "المساعدات الإنسانية في غزة" نُشر على صحيفة "يديعوت أحرونوت"، حول ردة الفعل العامة في إسرائيل على إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

المقال يُصوّر الفلسطيني كتهديد دائم ومتجول، يمتلك سلاحًا متاحًا وينفذ عمليات بسهولة، ما يرسّخ صورة نمطية تُجرّد الفلسطيني من إنسانيته وتُبرّر استباحة حياته. الخطاب يُطبع الاحتلال عبر الإشادة بـ"التمركز" داخل مخيمات اللاجئين كإجراء أمني مشروع، دون أي اعتبار لحقوق السكان. تُستخدم لغة عسكرية تُحوّل المجتمعات الفلسطينية إلى "محاور إرهاب" تُستهدف يوميا، وفي النهاية، يُمنح الجيش الإسرائيلي حصانة أخلاقية، بينما يُختزل كل فشل إلى "ثغرة أمنية"، لا إلى منظومة قمعية قائمة.

ونشرت صحيفة "معاريف" مقالا عن استهداف الجيش الإسرائيلي للدبلوماسيين الأوروبيين في جنين، بعنوان: "الدبلوماسية صامتة: هناك تقصير واحد يحسم مصيرنا في كل مرة من جديد".

جاء في المقال: حادثة إطلاق النار في جنين ترمز، دون قصد، إلى الوضع الدولي الحرج الذي تمرّ به إسرائيل. في خضمّ ظروف قاسية من انهيار سياسي، اندمج فجأة وابل من الرصاص باتجاه مجموعة من الدبلوماسيين، المقرّبين من إسرائيل، الذين كانوا في جولة في منطقة جنين. هذا أدى بالطبع إلى احتجاج واسع، واستُدعي السفراء الإسرائيليون لجلسات توبيخ، وفي بعض الحالات مرتين خلال 24 ساعة. الآن، الأمر ميؤوس منه، تمامًا كما هو حال تحركات إسرائيل في الساحة الدولية، حيث فقدت رصيدها الدولي وأصبحت أكثر عزلة يومًا بعد يوم.

إسرائيل تمر بانهيار سياسي، له تبعات واسعة المدى، سواء على علاقاتها مع الدول والمحافل الدولية، أو على مجالات أخرى مرتبطة بالعالم السياسي، مثل: الاقتصاد، والقانون، والثقافة، والعلوم، والرياضة وغيرها. في عالم اليوم، كل مجال ينعكس على الآخر ويؤثر فيه.

المقال يُقدّم انهيار مكانة إسرائيل الدولية وكأنّه نتيجة لفشل دبلوماسي داخلي لا لسياسات الاحتلال والعدوان في غزة، ما يُحوّل المسؤولية من الفاعل إلى الموظف. هي تبرئ الآلة العسكرية وتحصر النقد في ضعف وزارة الخارجية، متجاهلة السبب الجذري: المجازر وسياسة العقاب الجماعي. المقال يتجاهل تمامًا صور الضحايا الفلسطينيين ويعاملها كأداة ضغط إعلامي خارجي، لا كأزمة إنسانية أخلاقية. كما يرسم حدودا ضيقة للنقاش العام، بحيث يصبح المطلوب ليس تغيير السياسة، بل تحسين صورتها دوليا.

ونشرت صحيفة "يسرائيل هيوم"، مقالا بعنوان: "من الممكن الانتصار في معركة الوعي" حول آلة الإعلام والدعاية في معركة الوعي العالمي، كما أطلقت عليه الصحيفة.

المقال يطرح تصورًا شموليًا لمعركة "وعي" تُدار كحرب فعلية، وتُحوّل الإعلام والرأي العام إلى جبهة قتالية خامسة. الكاتب يدعو إلى إنشاء جهاز حكومي هجومي يستخدم الذكاء الاصطناعي ورصد الشبكات وتجنيد مؤثرين مدنيين، في خدمة دعاية رسمية، ما يشرعن التضليل ويطمس النقد المشروع. المقال يصم الفلسطينيين وأي صوت معارض باعتباره امتدادًا لـ"عدو حضاري"، ويعتبر التضامن مع المدنيين تهديدًا للغرب بأسره. بذلك، تتم شيطنة الطرف الآخر بالكامل، وتبرير الصمت أو القمع تجاه معاناة حقيقية.

ـــــــــــ

م.ع

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا