الناصرة 4-6-2025 وفا- صدر حديثاً، للدكتورة والباحثة لمى مرجيّة زهر من مدينة الناصرة كتاب "تطوّر المسرح الفلسطينيّ (1948-1975) نظرة إجتماعية، ساسية، وأسلوبية"، وذلك عن مكتبة كل شيء في حيفا.
يشكّل الكتاب الواقع في (295) صفحة، بحثاً رائداً في محاولة فحص مدى تأثير وانعكاسات الأوضاع السّياسيّة- الاجتماعيّة، والثّقافيّة، على حركة المسرح الفلسطيني، من خلال التعمّق الخاص بالعلاقات المتبادلة بين مضامين المسرحيات الفلسطينيّة، وبين جوانبها الفنيّة واللغوية.
كما يحاول هذا البحث فحص مدى تجاوب المسرح الفلسطيني مع المؤلّفات المسرحية الفلسطينيّة، التي وُضعت خلال هذه الفترة (1948-1975)، والتي ترتبط معه ارتباطًا متينًا، وتجمع أقسى التقلبّات الاجتماعية، وأصعب الأحداث السياسية، وخصوصًا: النكبة (1948)، والنكسة (1967)، وحرب 1973.
يتركّز البحث حول الأساليب الخاصة التي اعتمد عليها الشعراء والكتّاب الفلسطينيون، وعلى الأساليب العامّة المرتبطة بالمذاهب الأدبية الغربية، وذلك لكي يتخلّصوا من الرقابة والملاحقة والتضييق، وعلى المركبات والتقنيات والمستويات اللغوية، التي استخدموها في أعمالهم المسرحية، وكذلك حول الحركة المسرحية في المدن والقرى، داخل الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل، ذاكرةً الفرق المسرحية والمسرحيات التي عرضتها، ومتطرّقةً إلى الصعوبات التي واجهتها بسبب القوانين الصارمة التي فرضتها عليها سلطات الاحتلال، إضافةً إلى المركبات والتقنيات المسرحية المستخدمة في عروض المسرحيات، من حيث: الإخراج، الإنتاج، الأدوات، الخشبات، الديكور، الإضاءة، الزيّ، التمثيل- الممثلون والممثلات وغيرها.
ويبيّن البحث أيضًا تأثير التراث على المسرح الفلسطيني، ويعرض التطورات التي مرّ بها المسرح الفلسطيني، وكيفية بلورة هويته الفلسطينية، وكذلك التطور الشكلي والأسلوبي للمسرحيات الفلسطينية، والمستويات اللغوية التي اعتمد عليها الشعراء والكتّاب الفلسطينيون في أعمالهم المسرحية.
وترى، لمى مرجية زهر، أن المسرح الفلسطيني لم ينل حقّه من الدراسة والنقد والتحليل، مع أنّه حافل بالمضامين والتقنيات الفنّية والأساليب اللغوية، بالإضافة إلى أنّه انعكاس وتوثيق لجميع الأحداث السياسية والتقلبات الاجتماعية التي عاشها الفلسطينيون داخل وطنهم، وهو ما دفع لاختيار هذا الموضوع، الذي سيحثّ لكتابة أبحاث أخرى مستقبليّة عن المسرح الفلسطيني، لتحضير مادّة هامّة (منظومة أدبيّة) للباحثين والدارسين والنّقّاد، لدراسة وتتبّع جميع التطورات والتقنيات الفنّيّة، والأساليب اللغويّة، التي مرّت بها المسرحيات الفلسطينية، والمسرح الفلسطيني، من قبل عام 1948 حتى يومنا هذا.
وللدكتورة لمى مرجية زهر، التي تعمل مدرسة للمسرح الفلسطيني في كلية القاسمي، واللغة العربية في مدرسة الجليل الثانوية في الناصرة، أربعة كتب للأطفال، وهي: "ريما والضرير"، "الطفل الذي علم أباه درساً"، "لين وجوري"، و"ذكاء الطفل زيدان".
_
ي.ن/س.ك