أهم الاخبار
الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 02/07/2025 02:40 م

المستعمرون يشعلون الأرض جنوب نابلس

 

نابلس 2-7-2025 وفا- زهران معالي

مع ظهيرة يوم أمس الثلاثاء، تحوّلت أطراف قرية مادما جنوب نابلس إلى كتلة لهب، بعدما أقدم مستعمرون بغطاء من جيش الاحتلال الإسرائيلي، على إحراق عشرات الدونمات على طول الطريق الالتفافي الممتد من غرب القرية إلى شرقها.

وفي تمام الثانية والنصف بعد الظهر، شوهد مستعمرون وهم يتحركون على امتداد الأراضي الزراعية القريبة من الطريق الالتفافي، بدءًا من أراضي قرية تل غربًا، مرورًا بمادما، وصولًا إلى مشارف بورين شرقًا، وهم يلقون مشاعل نارية على مسافات متقاربة، التهمت مئات من أشجار الزيتون، وحولت الأرض إلى رماد.

رئيس مجلس قروي مادما، عبد الله زيادة يؤكد في حديث لمراسل "وفا"، بأن ما جرى: "لم يكن مجرد إشعال نار؛ بل كان تكتيكًا مدروسًا، فكل 200 متر تقريبًا شعلة، وبهذا الشكل توسّعت الحرائق بسرعة خارقة، أدت لاحتراق مئات أشجار الزيتون المعمرة في دقائق".

ويشير إلى أنه حين وصلت أول سيارة إطفاء فلسطينية إلى المكان، تمكنت من السيطرة الجزئية على ألسنة اللهب، لكن خزان مياهها نفد سريعًا، وكانت محاولة الوصول إلى مصدر المياه الأقرب الممثل بخزان القرية شبه مستحيلا لقربه من حاجز المربعة، بعدما أغلق الاحتلال البوابة ومنع الوصول للموقع.

والمنطقة التي طالتها النيران مصنفة "B" وفق اتفاق أوسلو، أي أنها خاضعة إداريًا للسلطة الفلسطينية، لكن الاحتلال أغلقها بالسواتر الترابية ومنع دخول المزارعين إليها منذ أواخر كانون الأول 2024، وفق ما يؤكد زيادة.

"الأرض تُركت مهملة قسرًا منذ شهور، ونحن نعرف ونحذر من أنها ستشتعل يومًا ما، واليوم حدث ما كنا نخشاه"، يتابع زيادة.

ومن أصل 3300 دونم تشكّل مساحة مادما، تتوزع 2300 دونم في المناطق المصنفة B، وهي نفسها التي تشهد التصعيد المستمر، من اقتلاع وتجريف وحرائق، وتشير تقديرات المجلس القروي إلى أن نحو نصف أشجار الزيتون في القرية دُمّرت خلال عام واحد فقط.

ويؤكد زيادة أن "الزيتون لم يعد هدفًا اقتصاديًا فقط، إنه هدف سياسي، هم يحرقونه لأنه رمز بقائنا في الأرض".

وما جرى في مادما يوم أمس مشهد من مشاهد سياسة الأرض المحروقة، التي تنفذها أذرع الاستيطان بحماية الجيش، في محاولة لاقتلاع الفلسطيني من أرضه في ظل صمت العالم، كل يوم.

ولم تمضِ 24 ساعة على حريق مادما، حتى كرّر المستعمرون السيناريو ذاته في قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس، حيث أقدموا على إشعال النيران في عشرات الدونمات الزراعية باستخدام الأسلوب ذاته: مشاعل نارية موزعة ومنسقة، وقد أسفر الحريق هناك عن تدمير واسع لمحاصيل اللوزيات والزيتون، وفق ما يؤكد رئيس مجلس قروي اللبن يعقوب عويس لـ"وفا".

ويشير إلى أن قوات الاحتلال أعاقت عمل الدفاع المدني الفلسطيني في إخماد الحريق، ما أدى لاحتراق مساحات شاسعة من الأراضي.

ــــــ

ز.ع/ م.ب

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا