رام الله 1-12-2025 وفا- رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين 17 تشرين الثاني الماضي، وحتى 29 منه.
وتقدم "وفا"، في تقريرها رقم (440) رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام الإسرائيلي، إذ يتواصل التحريض ضد القيادة الفلسطينية، وضد إمكانية إقامة دولة فلسطينية، كما يسوّق لإرهاب المستعمرين وهمجيتهم ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية على أنهما تحديان أمنيان، ما يصنع خطابات تبرر الاستمرار في الهيمنة، بدل إنهاء العنف ذاته.
هاجم الكاتب آفي برئيلي في مقال له نشره على صحيفة "يسرائيل هيوم"، الدولة الفلسطينية، معيدا التذكير بما أطلق عليه آنفا نموذج، "خطاب بار-إيلان" عام 2009 عبر تبني فكرة دولة عربية بشروط تعجيزية، مستبدلا مفهوم الدولة الفلسطينية.
يرى الكاتب في مقاله الذي نشره بعنوان: "أمل مناهض للصهيونية بلا أي أفق عملي: خطاب بار-إيلان الخاص بترامب" أن خطة ترمب–نتنياهو بشأن غزة تعيد إنتاج نموذج “خطاب بار-إيلان”، عبر تبني فكرة “دولة عربية” بشروط تعجيزية تجعل تطبيقها مستحيلًا. المقال يستبدل بمفهوم “الدولة الفلسطينية” تعبير “دولة عربية”، مقدمًا إياه تهديدا وجوديا، ويطرح شروطًا سياسية وأمنية تعتبرها إسرائيل غير قابلة للقبول من العرب. النتيجة التي يقدّمها الكاتب هي أن أي “مسار نحو الدولة” ليس إلا خطوة شكلية تُبقي السيطرة الإسرائيلية وتمنع تحقيق أي سيادة فلسطينية حقيقية.
النص يستخدم مصطلح "دولة عربية" بدل "دولة فلسطينية" كآلية لغوية لإضعاف شرعية المشروع الوطني الفلسطيني وإذابته في إطار عربي فضفاض. هذا الاستبدال يحوّل مطلب الفلسطينيين إلى قضية خارجية لا تخص أصحاب الأرض مباشرة، ويُسهّل تصويره كمخطط يستهدف إسرائيل لا كحق تقرير مصير.
شن الصحفي دورو إيدر هجوما على الرئيس محمود عباس، والدول الأوروبية التي اعترفت بدولة فلسطين، متهما الرئيس عباس بتضليل الأوروبيين عبر الترويج للدولة الفلسطينية.
يدعي المقال بعنوان: "دولة الخيال المُفرطة: الفلسطينيون لم يريدوا يومًا دولة إلى جانب إسرائيل" على صحيفة "يسرائيل هيوم"، أن فكرة الدولة الفلسطينية “وهم أوروبي”، وأن الفلسطينيين لم يرغبوا يومًا في دولة إلى جانب إسرائيل، متهمًا الرئيس محمود عباس بخداع المجتمع الدولي وبالتحريض عبر تمويل عائلات الأسرى. يستخدم النص سردية تاريخية تنكر وجود الشعب الفلسطيني قبل 1967، ويعرض الفلسطينيين كجماعة عدائية هدفها “القضاء على اليهود”. كما يعيد تفسير الصراع باعتباره إنكارًا فلسطينيًا لحق اليهود في وطن قومي، ما يجعل أي صيغة لحل سياسي مجرد تهديد لإسرائيل.
وفي تحريض جديد على الشرطة الفلسطينية، هاجم الصحفي بوعز هعمستي في مقال نشره على صحيفة "يديعوت أحرنوت" قوى الأمن الفلسطينية، مشيرا إلى أنهم مشروع هجوم شامل على إسرائيل.
يركّز المقال الذي جاء بعنوان: "الشركاء على الأسواء"، على الشرطة الفلسطينية ويقدّمها كجيش مُسلّح يُعد لـ"مجزرة مستقبلية"، مستخدمًا لغة تصعيدية تعتبر أي تدريب أو تطوير لقدرات الأجهزة الفلسطينية دليلًا على نيات هجومية. يزعم الكاتب أن إسرائيل سمحت، عبر اتفاقيات أوسلو، ببناء قوة خطيرة تنتظر اللحظة المناسبة لضرب مركز البلاد. الصحفي يطالب بالتراجع عن أوسلو وتعريف السلطة الفلسطينية كـ"عدو مباشر".
وفي تحريض جديد على الإعلام والرواية الفلسطينية، شدد الصحفي إيلا كينان في مقال نشره على صحيفة "يديعوت أحرنوت" بعنوان: "كيف ننتصر على الخطاب المعادي لإسرائيل في الشبكات"، على ضرورة التصدي ومنع وصول الدعاية الفلسطينية إلى الخارج ومحاربتها.
يطرح المقال رؤية تعتبر الخطاب الفلسطيني على الإنترنت “تهديدًا وجوديًا”، ويركّز على حسابات مؤثرة يصفها بأنها “منتحلة” وتعمل على “نزع شرعية إسرائيل”. ويصوّر الفلسطيني داخل هذا الإطار كمحرك لموجات تضليل، ما يجعل أي رواية قادمة من غزة أو الضفة فعلًا عدائيًا يستوجب المواجهة. يدعو الكاتب إلى إستراتيجية إسرائيلية تعتبر شبكات التواصل "جبهة أمن قومي"، في محاولة لتوسيع تعريف "الخطر الفلسطيني" ليشمل الفضاء الرقمي العالمي.
يروج الكاتب أفيغيل زيت في مقال نشره في صحيفة "مكور ريشون" بعنوان: "سبسطية: بدء ترميم وصيانة محطة القطار التاريخية"، أن المنطقة الأثرية في سبسطية موقع إسرائيلي خالص، حيث يعتمد النص سردية استعمارية تُقدّم سبسطية كموقع “تراث إسرائيلي” بحت، متجاهلًا أنها بلدة فلسطينية مأهولة تتعرض منذ سنوات لتوسّع استعماري منهجي.
الكاتب يشرعن السيطرة على الأرض عبر لغة "الترميم" و"الحماية"، بينما تُستخدم فعليًا في الاستيلاء على أراضٍ فلسطينية وتحويلها إلى فضاء سياحي–أيديولوجي لمشروع استعماري. كما يجري استحضار رموز دينية وصهيونية لتثبيت شرعية تاريخية فوق السكان الأصليين، ودفع القارئ لرؤية الوجود الفلسطيني كإزعاج يجب تجاوزه. السرد يخفي الصراع الحقيقي حول الأرض ويحوّله إلى معركة "حفاظ على التراث"، ما يخلق بنية تحريضية تنفي حق الفلسطيني في البلدة وتبرر التمدد الاستعماري بوصفه "استعادة لجذور قومية".
وفي مقال آخر في الصحيفة ذاتها "مكور ريشون" يبرر هجوم المستعمرين في الضفة الغربية، معتبرا من يهاجمهم بالهجمة الشريرة، وجاء فيه بعنوان: "هناك حملة شريرة ضد التلال – لكن هناك أيضًا مشكلة حقيقية هناك".
يصوغ المقال سردية تبريرية للمستعمرات، مقدّما المستوطن كحارس الأرض الذي يحمل "الأخلاق والقيم"، بينما يُغيّب الفلسطيني تمامًا من المشهد.
النص يصنع صورة إنسانية للمستعمر، يقدّمه كراعٍ للأرض وكمُصلِح اجتماعي، ويُلبسه لغة الأخلاق والضمير، بينما يُمحى الفلسطيني تمامًا من المشهد. الكاتب يصف المستعمر بحارس شجاع يحمل الزيتون والطفل، ويحوّل وجوده إلى فعل حضاري مقابل "عدو" بلا وجه وبلا سياق. هذا التأنيـس الانتقائي يُبرّر السيطرة على الأرض ويخفي العنف البنيوي الذي يُمارَس ضد سكانها الأصليين، ويقدّم الاستعمار كقدر طبيعي لا كفعل قسري. بهذه السردية يتحوّل المستعمر إلى بطل أخلاقي، والفلسطيني إلى ظلّ غائب لا يُرى ولا يُحسب حسابه، ما يشرعن أيّ اعتداء عليه.
التحريض في العالم الافتراضي
قال عضو الكنيست من حزب قوة يهوديّة ليمور سون هارميلخ على صفحته عبر منصة "إكس": أتيت لمساندة النضال المهم. كلا للدولة الفلسطينية! نعم للسيادة الكاملة بكل موطن أبنائنا!
أكد وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش الاستمرار في الاستيطان وتوسيعه، قائلا على صفحته عبر منصة "إكس": "اليوم، اتخذنا قرارًا صهيونيًا هامًا يُعيد ربط القلوب والعائلات، إن إتمام هجرة بني منشيه (يهود هنود)، هو تجديد لروابط الإخوة الذين حملوا في قلوبهم شوقًا إلى صهيون لأجيال. ووفقًا لهذا القرار، سيهاجرون إلى مستوطنة نوف الجليل. إن الهجرة إلى الجليل والاستقرار فيها يُعززان تمسكنا بالشمال ومستقبل دولة إسرائيل. مستمرون في العمل الصهيوني".
وقال سموتريتش في منشور آخر: "نواصل تعزيز الاستيطان وترسيخ جذورنا في جميع أنحاء أرض إسرائيل. إن تحديد مناطق النفوذ خطوة صهيونية وأمنية ووطنية، تُوفر الاستقرار والطمأنينة والمستقبل لعشرات الآلاف من المواطنين".
كما قال عضو الكنيست من حزب الصهيونية المتدينة تسفي سوكوت عبر منصة "إكس": "أنا، تسفي سوكوت، لن أصوت أبدا لدولة فلسطينية. إذا اضطررت إلى العودة إلى البيت، فسأعود إلي".
وأعاد عضو كنيست من حزب قوة يهوديّة ليمور سون هارميلخ التأكيد على ضرورة الاستيطان في غزة، قائلا عبر منصة "إكس": "تتزايد الاستعدادات لرفع العلم الإسرائيلي في غزة! تواصلت مجموعة اللوبي لأجل تجديد الاستيطان في قطاع غزة، بقيادة عضوي الكنيست ليمور سون هارميلخ، وتسفي سوكوت، مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس، طالبةً منه الموافقة على جولة تمهيدية قبل رفع العلم الإسرائيلي في غزة خلال عيد الأنوار (الحانوكا) القادم.. انضموا إلينا! حان وقت الاستيطان في غزة!"
قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير عبر منصة "إكس": "أنا موجود هنا في وحدة حرس الحدود في يهودا والسامرة، أتيت من أجل مساندة المحاربين والأبطال هنا. يجب العمل من أجل إنهاء هذه الإدارة المشوهة عندما يطلق محارب النار تجاه مخرب، يتم أخذه بسرعة إلى التحقيق. يجب إيقاف هذه الإجراءات المشوهة، يجب إيقاف هذا المفهوم، نحن نحارب أعداءً وقتلة، يريدون اغتصاب النساء وإحراق الأطفال".
ـــــــ
م.ع


