نابلس 9-3-2022 وفا- بسام أبو الرب
كانت الفرحة تملأ منزل عائلة حكمت سيف في بلدة برقة شمال غرب نابلس، قبل أربعة أشهر، بعد عقد قران نجلها البكر أحمد، لتبدأ التحضيرات لتحقيق حلمها بإتمام زفافه خلال العام الجاري.
حلم العائلة باغتته ثلاث رصاصات أطلقها جنود الاحتلال الإسرائيلي، لتستقر في جسد أحمد (23 عاما)، يوم الثلاثاء الماضي، خلال مشاركته في مسيرة دعم وإسناد للأسرى في سجون الاحتلال، على أرض برقة.
قمع الاحتلال المسيرة واستهدف المشاركين فيها بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز، ما أدى لإصابة أحمد سيف بثلاث رصاصات في البطن والظهر، نقل على إثرها إلى مستشفى النجاح في مدينة نابلس، وأعلن عن استشهاده متأثرا بإصابته فجر اليوم الأربعاء.
تعاني قرية برقة من حصار وتصاعد انتهاكات الاحتلال واعتداءات المستوطنين، منذ منتصف كانون الأول العام الماضي؛ عقب مقتل أحد المستوطنين في المنطقة، حيث أصيب أكثر من 15 مواطنا برصاص الاحتلال الحي، والعشرات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط.
ومنذ عقد قرانه، كان الشاب أحمد يسابق الزمن لتجهيز بيت الزوجية وإنهاء التحضيرات لإتمام زفافه خلال العام الجاري، وفق ما أكدت مصادر العائلة لـ"وفا".
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الشاب أحمد لم يغب عن ميادين المواجهة مع الاحتلال، والمسيرات المناهضة لاعتداءات المستوطنين، وكان مواظبا على المشاركة فيها بشكل دائم.
ينحدر الشهيد أحمد من عائلة قدمت الشهداء والجرحى خلال مقارعة الاحتلال والمستوطنين في الانتفاضتين، وأصيب والده بجروح خطيرة خلال انتفاضة 1987، إثر إطلاق جنود الاحتلال الرصاص عليه خلال مواجهات شهدتها القرية، فيما استشهد خاله قبل سنوات.
وفي العام 2015، كتب الشهيد سيف منشورا على صفحته في "فيسبوك": "مش خايف من الرصاصة تعالوا طخوني.. شهيد بجنة خلي الشباب يزفوني".
وأعلنت الفعاليات والقوى الوطنية في قرية برقة الإضراب الشامل حدادًا على روح الشهيد أحمد.
ويؤكد مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية غسان دغلس، أن المشهد الذي تعيشه قرية برقة منذ 80 يوما، يعيد إلى الأذهان أيام انتفاضة الحجارة، من مشهد الاقتحامات المتكررة للقرية وعمليات الاعتقال والتصدي للاحتلال والمستوطنين.
ويوضح لمراسل "وفا": "أنه عقب مقتل أحد المستوطنين في المنطقة تصاعدت اعتداءت الاحتلال والمستوطنين الذين يحاولون العودة إلى أراضي مستوطنة "حومش" المخلاة منذ عام 2005، المقامة على أراضي القرية والقرى المجازرة لها".
ويضيف دغلس، "أن قوات الاحتلال تعزل البلدة عن محيطها؛ من خلال تجريف الطرق المؤدية إليها وإغلاق مداخلها، ومنع الأهالي من الوصول إلى مدينة نابلس، وإعاقة حركة المواطنين على الطريق الواصلة بين جنين ونابلس".
"أكثر من 35 منزلا في القرية تعرضت لاعتداءات المستوطنين، فيما أصيب نحو 18 مواطنا بجروح عقب استهدافهم من قبل المستوطنين، منذ منتصف كانون الأول العام الماضي"، يتابع دغلس.
يشار إلى أن قرية برقة التي تقع على أطراف جبال نابلس الشمالية الغربية، لم تعرف الهدوء يوما منذ بداية الاستعمار للأرض الفلسطينية، وكان لها أثر كبير في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والانتداب البريطاني في معركة أطلق عليها اسم "معركة برقة"، بقيادة عبد الرحيم الحاج محمد، الذي عين قائدا لعموم الثورة، وتنحدر أصوله إلى آل سيف من برقة، وقدمت أكثر من 59 شهيدا منذ بداية الثورة، وكان أول شهيد عام 1929، وهي من أوائل القرى التي تعرض أهلها للاعتقال، وهدم المنازل في اليوم السابع من احتلال الضفة الغربية في العام 1967.
ــــ
م.ج
أهم الاخبار
- الطقس: كتلة هوائية حارة تؤثر على فلسطين عدة أيام
-
- قوات الاحتلال تقتحم قلقيلية
-
- الاحتلال يعتقل شابا بعد محاصرة منزل في جنين
-
- مستعمرون يجرفون أراضي في سالم شرق نابلس
-
- الاحتلال يعتقل خمسة مواطنين من زيتا شمال طولكرم
-
- الاحتلال يجبر مقدسيا على هدم منزله في بلدة صور باهر جنوب القدس
-
- "الكابينت" الإسرائيلي يصادق على احتلال غزة وتوسيع العدوان
-
- الأمم المتحدة: سوء التغذية الحاد بين الأطفال بغزة وصل أعلى مستوى
-
- مستعمرون يعتدون على مسن مبتور القدم في يطا جنوب الخليل
-
- استراليا: الخطة الإسرائيلية باحتلال غزة ستفاقم الكارثة الإنسانية
-
- ستارمر: قرار إسرائيل بتوسيع الحرب في غزة سيؤدي إلى المزيد من سفك الدماء
-
- 6 شهداء بينهم ثلاثة من منتظري المساعدات في قصف ونيران الاحتلال لعدة مناطق بقطاع غزة
-
- الصحة العالمية: يجب فتح ممرات إنسانية لإجلاء من هم في حاجة إلى الرعاية الطبية خارج غزة
-
- "التربية": فريق فلسطين يحصد عدة ميداليات في أولمبياد الكيمياء العربي في الأردن
-
- الرئاسة ترفض وتدين قرارات "الكابينت" الإسرائيلي الخطيرة باحتلال قطاع غزة
-
فرحة قتلها ثلاث رصاصات
