أهم الاخبار
الرئيسية شؤون إسرائيلية
تاريخ النشر: 15/04/2025 02:26 م

تقرير "مدار": إسرائيل تتبنى نهج الإبادة والتهجير لترميم الردع وتصفية المسألة الفلسطينية

جانب من إطلاق مركز "مدار" تقريره الإستراتيجي السنوي في مقر المركز برام الله (تصوير: بهاء نصر/وفا)
جانب من إطلاق مركز "مدار" تقريره الإستراتيجي السنوي في مقر المركز برام الله (تصوير: بهاء نصر/وفا)

 

رام الله 15-4-2025 وفا- أكد المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) في تقريره "الإستراتيجي 2025- المشهد الإسرائيلي 2024"، أن إسرائيل تتبنى نهج الإبادة والتهجير لترميم الردع وتصفية المسألة الفلسطينية.

جاء ذلك خلال إطلاق المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) تقريره الإستراتيجي السنوي، خلال لقاء عُقد، اليوم الثلاثاء، في مقر المركز بمدينة رام الله.

وتضمن تقرير "مدار" السنوي الذي تحرره مديرة مركز "مدار" هنيدة غانم، وتشارك فيه نخبة من المتخصصين في الشأن الإسرائيلي، سبعة محاور أساسية هي: محور إسرائيل والمسألة الفلسطينية، والمحور السياسي الحزبي الداخلي، ومحور العلاقات الخارجية، والمحور الأمني العسكري، والمحور الاقتصادي، والمحور الاجتماعي، وأخيراً محور الفلسطينيين في إسرائيل.

وخلص التقرير إلى أن إسرائيل تمكنت في العام الماضي من احتواء الصدمة بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، واستعادة توازنها الإستراتيجي، بدعم أميركي وقوى دولية غير مسبوق، ما أتاح لها الإمساك مجددا بزمام المبادرة الميدانية، وانتهاج الإبادة لترميم ردعها، وتوجيه مسار الأحداث نحو محاولة حسم نهائي للمسألة الفلسطينية، عبر "شرعنة" خطاب التهجير والتهيئة له في غزة، واستنساخ شكل التدخل العسكري في الضفة، المتجاور مع الضم الصامت، وتسليم مفاتيح إدارة الاحتلال للمستعمرين بشكل مباشر.

وأضاف التقرير، أن اسم إسرائيل أصبح يرتبط عالميا بالأبارتهايد والكارثية الجديدة والصعود العالمي لتيارات الفاشية الجديدة، فضلا عن احتدام الانقسام السياسي والمجتمعي بين التيارات والجماعات الإسرائيلية المختلفة، التي دخلت فيه الجماعات المتنازعة ما يشبه حالة "حرب أهلية باردة" مفتوحة على احتمالات المواجهة.

واعتبر التقرير أن عودة دونالد ترمب إلى الحكم في الولايات المتحدة، وما أحاط به نفسه من بِطانة تمثل أقصى اليمين والمحافظين الجدد والمسيحية الصهيونية، تشكل متغيرا إستراتيجيا ستكون له آثار عميقة في الديناميات الإسرائيلية الداخلية، والمسألة الفلسطينية.

وركز التقرير على إعادة تشكيل الخارطة الإقليمية، حيث شنت إسرائيل حربا متعددة الجبهات، اتسمت بطابع استثنائي وغير مسبوق من حيث الكثافة والقوة والمدى الزمني، وامتدت العمليات الحربية لتشمل غزة ولبنان وسورية وإيران واليمن، وذلك بالتزامن مع التصعيد العسكري المستمر في الضفة الغربية، وتكثيف سياسات المراقبة والعقاب الجماعي ضد الفلسطينيين داخل أراضي الـ48.

وعلى صعيد حرب الإبادة على غزة، اعتبر التقرير أن الحرب هدفت بـ"مشهديتها القيامية وصورها الخرائبية"، إلى تحقيق هدفين وهما: تحويل غزة إلى وسيلة إيضاح ردعية للإقليم عامة والدول والمنظمات التي تعتبرها معادية خاصة، وثانيا تحويلها إلى أداة لتحقيق "الحسم النهائي" لما تسميه "مشكلة غزة"، عبر تحويل القطاع إلى منطقة غير قابلة للحياة، بهدف دفع السكان نحو الهجرة القسرية الجماعية.

وعلى الصعيد الإسرائيلي الداخلي، واصل تقرير "مدار" قراءة الأزمة العضوية المستعصية المزدوجة التي تفرزها بنية النظام الاستعماري الاستيطاني، وترتبط باستمرارية وعناد وتصاعد الصراع مع الشعب الفلسطيني من جهة، وبالصراع الداخلي المحتدم بين جماعات تحمل رؤى متناقضة، خاصة فيما يتعلق بعلاقات الدين والدولة والحوكمة وقيم الديمقراطية في الدولة اليهودية من جهة أخرى، رغم أن حدّة الصراع الداخلي خفتت بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 فإنها عادت للتعمق.

ويرى التقرير أن الحراك الشعبي والقانوني والدولي وأثره التراكمي ومساعي قمعه الفج في كثير من الأحيان يدفعان في المدى المتوسط باتجاه تعزيز عزلة إسرائيل الدولية وإدخالها في مسار التحول إلى دولة منبوذة على نطاق أوسع، وهو ما تعتبره إسرائيل تهديدا وجوديا.

وشارك في إعداد محاور التقرير للعام الحالي، كل من: وليد حباس، وأنطوان شلحت، وعازر دكور، وفادي نحاس، وعاص أطرش، وريموندا منصور، وعرين هواري، وأحمد أمارة.

يُذكر أن تقرير "مدار" يصدر بشكل سنوي ويرصد ويحلل أهم المستجدات والتطورات التي شهدتها الساحة الإسرائيلية خلال العام الماضي، ويحاول استشراف وجهة التطورات في الفترة المقبلة، خاصة من جهة تأثيرها في القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

__

م.ز/ي.ط

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا