أهم الاخبار
الرئيسية محلية
تاريخ النشر: 25/05/2025 09:18 م

رام الله: تأبين المناضل الوطني محمد الحوراني

نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول خلال تأبين المناضل الوطني محمد الحوراني
نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول خلال تأبين المناضل الوطني محمد الحوراني

رام الله 25-5-2025 وفا– أقامت حركة "فتح"، اليوم الأحد، في مدينة رام الله، تأبينا للمناضل الوطني، عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" محمد الحوراني.

وحضر التأبين الذي أقيم في قصر رام الله الثقافي، أعضاء من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة "فتح"، وأعضاء من المجلس الثوري للحركة، وشخصيات رسمية واعتبارية، وممثلون عن الفعاليات الوطنية والمجتمعية.

ونقل نائب رئيس حركة "فتح"، محمود العالول، في كلمة نيابة عن الرئيس وحركة "فتح"، تحيات سيادة الرئيس محمود عباس، وقال: "نقف اليوم في وداع أخ ومناضل صادق وقامة وطنية كان لها حضورها الثابت في ساحات العمل، تجمع بين التجربة والانتماء إلى الوطن من خلال صفوف الحركة التي تجمعنا جميعا تحت مظلتها".

وأضاف أن الراحل الحوراني ابن "فتح" وابن فلسطين الذي لم يتغيب عن أي فعل لخدمة الوطن والناس بكل ما كان متاحا لديه، ولم يكن في أي وقت أمضاه في صفوف الحركة إلا ملتزما وحريصا عليها منضبطا ويعرف ماذا يفعل وكيف يفعل وكيف يقول رأيه وكيف يعبر عنه.

وتابع: "كان الراحل من أبناء هذا الوطن الذين شكلوا الركيزة الأساسية في المشروع الوطني في الثمانينيات، في وقت كانت الكلمة فيه مكلفة والموقف له ثمن يُدفع، والعمل يشوبه الكثير من التحديات والإشكاليات، وكما هو كل عمل نضالي ووطني يحتاج إلى الصبر والصدق والحرص والمثابرة".

وأضاف العالول، أن الحوراني كان كغيره ممن فهموا أن معركة الوعي لا تقل أهمية عن أي مواجهة أو أي معركة أخرى، فكان وعيه نوره الذي يدفعه ليعمل ويقول في كل ما يخدم حماية هذا الوعي ويجعله معبرا عن وطنيته وانتمائه.

وذكر أن "الحوراني في كل موقع خدم فيه سواء في العمل الطلابي أو في الساحة الدبلوماسية أو المجلس التشريعي أو المجلس الثوري، وفي كل ساحة من ساحات النضال كان صاحب رأي ومقولة صادقة وخلق ورؤية لا تنغلق بل تتسع للجميع، ولم يكن متصلبا بل يتفهم الجميع بروح تحب الجميع وتؤمن بالجميع، وكان جريئا ولكن لا يجرح، وكان ناقدا ولكن لا يلغي كل شيء بل ينحاز إلى ما يراه صائبا".

بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، بسام الصالحي، في كلمته نيابة عن الفصائل الوطنية: "لا نودع اليوم مناضلا عاديا، بل نودع قامة وطنية شامخة ومسيرة ممتدة من البذل والإيمان والعطاء، نودع محمد الحوراني (أبو راكان) ذاك الذي مضى وفي يده شعلة وفي قلبه فلسطين وفي صوته صدق لا يهادن".

وأضاف أن الحوراني كان مناضلا منذ البدايات، من الذين التحقوا بمسيرة النضال من عمر مبكر، فكان ناشطا بارزا في صفوف الحركة الطلابية وفي تعزيز تجربتها الغنية في الدول الاشتراكية آنذاك، مارس السياسة من موقع الإيمان لا المصلحة وامتحن انتماءه في الميادين.

وبين أن المناضل الحوراني لعب دورا تنظيميا هاما في حركة "فتح" وتنظيمها الشبابي الصاعد في الضفة الغربية في أواسط الثمانينيات، والذي مهد مع الجهد التنظيمي المثابر للتنظيمات الفلسطينية الأخرى وكادرها الشبابي الذي نشأ في السجون والحركة الطلابية وفي الجامعات، لينخرطوا جميعا في بحر الشعب الهادر الذي انطلق بانتفاضة شعبنا عام 1987، ليقودوا حراكها الشعبي الباهر وينظموا لجانها الشعبية في كل المواقع والساحات، وليجعلوا منها منارة تجربة كفاحية أثرت بنمطها وفكرها وتميزها وغزت قواميس العالم المعاصر وتجاربه.

وأكد الصالحي أن الحوراني عندما قضى سنوات في المعتقلات لم يكن معتقلا فقط، بل كان معلما وملهما، وكان المعتقل بالنسبة إليه ساحة أخرى للنضال، ومساحة لصقل الفكرة وتعميق الالتزام وبث الوعي في نفوس من حوله، هناك كتب فكرا ورسم مواقف وواجه القيد بعزيمته وخلق مدرسة من الفكر والثقافة والوعي والمجادلة المحببة والاستفزاز الفكري المعرفي المحفز للوعي والمنهج العلمي في التفكير، فتعلم منه من ناظره أو اختلف معه أو من توافق معه.

وتخلل التأبين، عرض فيلم عن حياة الراحل محمد الحوراني، يوثق مسيرته النضالية منذ بدايتها إلى أن رحل عن عالمنا في الـ25 من آذار الماضي، كما ألقى الشاعر المتوكل طه قصيدة يرثي فيها المناضل الحوراني.

وكان المناضل الحوراني عضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة "فتح"، وسفيرا لدولة فلسطين لدى الجزائر، وهو عضو في المجلس الثوري للحركة.

وُلد في محافظة الخليل، والتحق منذ باكورة حياته بالثورة الفلسطينية المعاصرة وحركة "فتح"، وكان له الباع التاريخي في تأسيس التنظيم الطلابي للحركة في الساحة الأوروبية خلال دراسته الجامعية في بلغاريا، لم يحِد حتى رحيله عن مبادئ الحركة وأهدافها، بوصفها قائدة المشروع الوطني التحرري لشعبنا.

قدم خلال مسيرته النضالية التضحيات الجسام، وتشهد له معتقلات الاحتلال بدوره الطليعي في قيادة الحركة الأسيرة بفكره المتقد، وواصل المناضل الراحل مسيرته النضالية في إرساء دعائم الدولة الفلسطينية بعد تحرره وخلال عضويته للمجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة "فتح"، وعمله نائبا لرئيس المجلس الاستشاري للحركة.

ـــــــ

ع.ب/ م.ل

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا