رام الله 1-10-2025 وفا- نظم مستشفى الأوغستا فكتوريا-المطّلع، بالشراكة مع بلدية رام الله، اليوم الأربعاء، فعاليات الحملة السنوية للتوعية بسرطان الثدي، تحت شعار "فحصك حياتك"، في عيادات مستشفى المطلع برام الله.
وأكد وزير الصحة ماجد أبو رمضان، أن الفعالية تأتي في وقت صعب يمر به الشعب الفلسطيني، في ظل ما يتعرض له من اعتداءات وأزمات إنسانية، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة تعكس حرص الحكومة على الحياة والكرامة، وعلى حماية النصف الأفضل من المجتمع الفلسطيني، ألا وهو النساء والفتيات، باعتبارهن عماد المجتمع وأساسه في تربية الأجيال الجديدة.
وشدد على أن الحكومة الفلسطينية التاسعة عشرة وضعت نصب أعينها منذ اليوم الأول عدة مواضيع تختص بالصحة، وأهمها توطين الخدمات الصحية، مشيرا إلى أن مستشفى المطلع هو في طليعة المستشفيات التي نعتبرها خط الدفاع الأول عن الصحة في فلسطين، مع سائر مستشفيات القدس الشرقية.
وأشار إلى الشراكة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص في تطوير القطاع الصحي، لافتا إلى مساعي وزارة الصحة لافتتاح مركز الإشعاع في غزة، فور انتهاء حرب الإبادة، بالتعاون مع مستشفى المطلع ومستشفى الأهلي العربي "المعمداني"، في تجسيد للشراكة ما بين الحكومة والقطاع الأهلي وأيضا القطاع الخاص.
ونوه إلى إطلاق وزارة الصحة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السرطان في فلسطين، بمشاركة جميع مقدمي الخدمات في فلسطين باختلاف أنواعهم، بالإضافة إلى اتخاذ أولى الخطوات العملية لبناء مركز خالد الحسن لعلاج السرطان وزرع النخاع.
وفيما يتعلق بالكشف المبكر عن مرض السرطان، أوضح الوزير أن نسبة البقاء على قيد الحياة بعد خمس سنوات من التشخيص تتجاوز 70%، وهي نسبة جيدة وتوازي ما هو معمول به في الدول المتقدمة، موضحًا أن حالات الكشف المبكر يمكن أن تصل إلى 96%. وأكد أن الحكومة تسعى جاهدة للوصول بهذه النسب إلى 98-99% من خلال برامج التوعية والفحص المبكر.
من جانبها، أكدت وزيرة شؤون المرأة منى الخليلي، أن هذه المناسبة الإنسانية تجدد الالتزام بدعم النساء والفتيات المصابات بسرطان الثدي، وتعزيز جهود التثقيف والوقاية والتشخيص والعلاج، مشيرة إلى أن مواجهة هذا المرض لا تقتصر على الجانب الطبي فقط، بل تمثل معركة من أجل العدالة الصحية وضمان الحقوق الأساسية وبناء نظام حماية شامل للنساء والفتيات الفلسطينيات.
وشددت الخليلي على أن التحديات التي تواجه النظام الصحي الفلسطيني تتضاعف في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وسياساته الممنهجة الرامية إلى تقويض المنظومة الصحية عبر استهداف المستشفيات، وحرمان المئات من النساء من العلاج أو حتى الوصول إلى الفحوصات المبكرة، الأمر الذي يترك آثاراً إنسانية وصحية بالغة الخطورة.
كما عبرت عن تضامنها العميق مع المصابات والناجيات، مؤكدة أن صمودهن وإرادتهن يشكّل مصدر إلهام وعنواناً للقوة في مواجهة التحديات.
وثمنت الوزيرة الدور البارز لمقدمي الرعاية الصحية وكافة الشركاء في القطاعين الصحي والمجتمعي، مشيرة إلى أن وزارة شؤون المرأة تواصل عملها مع مختلف الشركاء المحليين والدوليين من أجل ضمان وصول النساء في جميع المناطق إلى خدمات الكشف المبكر والعلاج والدعم النفسي والاجتماعي، انسجاماً مع الاستراتيجيات الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين.
بدورها، أكدت وزيرة العمل إيناس العطاري في كلمتها، على مسؤوليتنا الجماعية والوطنية كأفراد ومؤسسات في تعزيز ثقافة الوعي الصحي، ونشر المعلومات السليمة، والدعوة إلى الفحص المبكر، لا سيما أن الدراسات الطبية أثبتت أن الفحص المبكر هو العامل الأساسي في رفع نسب الشفاء وتقليل الوفيات المرتبطة بسرطان الثدي، والذي يعتبر من أكثر أنواع السرطان شيوعا بين النساء على مستوى العالم.
وأشارت أن حماية المرأة الفلسطينية وتعزيز قدرتها على العطاء في أسرتها ومجتمعها ووطنها، يتطلب منّا جمعيا بذل الجهود من أجل التوعية المستمرة وتشجيع النساء على إجراء الفحوصات الدورية، سواء من خلال الفحص الذاتي المنتظم أو الفحوصات الطبية المتخصصة، بالإضافة إلى ضرورة دعم النساء المصابات ومساندتهن نفسيا وصحيا واجتماعيا واقتصاديا.
وأضافت أن "وزارة العمل تولي أهمية خاصة لصحة المرأة العاملة، إدراكاً منّا أن الحق في بيئة عمل آمنة وصحية لا يقتصر فقط على ظروف العمل المباشرة، بل يمتد ليشمل التمكين الصحي والتوعوي الذي يحمي المرأة ويدعمها في مواجهة التحديات الصحية، لذلك تعمل الوزارة على تعزيز التوعية في أماكن العمل حول أهمية الفحص المبكر لسرطان الثدي، من خلال التعاون مع المختصين والمسؤولين في وزارة الصحة، من أجل توعية النساء العاملات في مختلف القطاعات بضرورة الفحص المبكر، لأن حماية صحة المرأة العاملة ركيزة أساسية لبيئة عمل منتجة محفزة".
وأكدت، ضرورة تكاتف الجهود بين مؤسسات القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني والمؤسسات الدولية لترسيخ ثقافة الوعي الصحي وتوفير بيئة صحية وآمنة للنساء، وذلك كالتزام وواجب وطني منّا جميعا تجاه صحة المرأة الفلسطينية، لأن الاستثمار في صحة المرأة هو استثمار في مستقبل المجتمع بأكمله، وعندما نعمل على حماية النساء العاملات وتوعيتهن، فإننا نحمي أسرهن أيضا ونبني مجتمعا أكثر قوة وقدرة على الصمود.
من جهته، أكد رئيس بلدية رام الله عيسى قسيس، أن البلدية تضع في صميم استراتيجياتها توفير بيئة صحية وآمنة لجميع المواطنين، مشددًا على أن الصحة العامة مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود المؤسسات كافة.
وأوضح قسيس، أن شراكة بلدية رام الله مع مستشفى المطلع تهدف إلى تعزيز الجهود المشتركة في التوعية بسرطان الثدي، لافتًا إلى أن الحملات التوعوية والفحوصات والورش الميدانية تشكّل ركيزة أساسية لحماية النساء وتشجيعهن على الفحص المبكر.
وأضاف قسيس أن بلدية رام الله تسعى من خلال هذه المبادرات إلى تكريس المدينة كبيئة آمنة وصديقة للنساء، تدعم حقوقهن وتوفر لهن ما يحتجن من رعاية وخدمات، مشيرًا إلى أن العيادات التابعة لمستشفى المطلع في مجمع المنارة تسهّل وصول المواطنين إلى الخدمات الصحية وتعزّز صمود المجتمع الفلسطيني.
بدوره، أكد المدير التنفيذي لمستشفى المطلع فادي الأطرش، أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي الذي يعزّز فرص الشفاء، مشيرا إلى أن العيادة المتنقلة للكشف المبكر عن سرطان الثدي التابعة للمستشفى تجوب مختلف المحافظات، حيث توفّر الفحص السريري، وفحص الماموغرام، إلى جانب المحاضرات التوعوية.
ــــ
ع.ف