ساوباولو 16-4-2025 وفا- استعرض الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين مراد السوداني، ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة خاصة، وعموم فلسطين، من إبادة جماعية وثقافية وتطهير عرقي عن سبق إصرار وترصد.
جاء ذلك خلال لقاء عقد في مقر نقابة الصحفيين البرازيليين في مدينة ساوباولو البرازيلية، في اختتام زيارته للتواصل الثقافي مع اتحاد كتاب البرازيل والمؤسسات ذات العلاقة.
وتم اللقاء بحضور مدير نقابة الصحفيين، ورئيس الجالية الفلسطينية في البرازيل وليد رباح، ورئيس الجالية الفلسطينية في ساوباولو وليد شقير، والبروفيسور والمترجم محمد الجاروش، وعدد من النخب الثقافية والإعلامية البرازيلية، ودور النشر.
وتطرق السوداني إلى ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي من عملية محو لقطاع غزة، وتدمير البنية الثقافية والأكاديمية التحتية والفوقية في القطاع، وتدمير الجامعات والمدارس والمعاهد والمراكز والمؤسسات الثقافية والمتاحف والجداريات والمساجد والكنائس والمستشفيات، في إعادة إنتاج التوحش والمجازر والإجرام الذي بلغ ذروته، بشكل لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية أمام العالم وصمت كوني مريب.
وأشار إلى خصوصية الأدب الذي أنتج في غزة تحديدا، وهو أدب مغاير ومختلف، لأنه كتب تحت سقف الموت والقذائف، وما زال كتاب وأدباء وفنانو غزة يكتبون بالدم الوقائع والفجائع التي تعرضوا لها وعائلاتهم، والأهوال التي عايشوها وما زالوا جوعا وحصارا ودمارا واغتيالا ومثال ذلك الشهيد الشاعر سليم النفار وعائلته، الذين ما زالوا تحت الأنقاض منذ بداية العدوان، وكذلك الشاعرة آلاء القطراوي، وفقدها لأبنائها الأربعة، واغتيال ما يزيد على 45 كاتبا ومسرحيا وفنانا.
وأوضح أن كتابة غزة تتم بالدم وبالحبر الساخن النازف يوميا، وهي اجتراح يؤصل لصمود أسطوري، يوثق معاناة شعبنا ووجعه اليومي، ما يحتاج إلى وقوف مثقفي ومبدعي وأحرار العالم مع شعبنا، الذي فقد أسباب الحياة في غزة التي تحولت إلى مقبرة جماعية مفتوحة على الموت والاغتيال والاقتلاع والتهجير، ونحتاج في هذه الظروف لتدخل ضمائر المثقفين، التي لا بد من استنهاضها وصحوتها لرفع المظلمة عن أهلنا.
وتحدث السوداني عن الاستباحة اليومية وتهجير ما يقارب 50 ألفا من مخيمي جنين وطولكرم وإقامة ما يزيد على 900 حاجز عسكري في الضفة الغربية، لفصل المدن والقرى والمخيمات عن بعضها في خطوة غير مسبوقة، لتقطيع أوصال الجغرافيا الفلسطينية في الضفة، كما سبق وتم فصل غزة عن الضفة.
وأكد أهمية ترجمة أدب كتاب فلسطين وتحديداً في غزة للغة البرتغالية، تعريفا وتظهيرا لدورهم الإبداعي في ظل معاناتهم اليومية جراء الجرائم التي تقترف بحقهم وعلى الصعد كافة.
وذكر أن القدس تتعرض للتهويد ومحو المعالم والتزييف بغير طريقة ووسيلة، في وقت يواصل فيه الاحتلال هدم بيوت المقدسيين، ودفعهم للتهجير عن المدينة، كما أقدم على إغلاق خمس مدارس لوكالة الأونروا في سياق استهداف حق العودة، ضمن سياقه استهداف المخيمات وتدميرها.
وشكر السوداني الفواعل الثقافية والإبداعية والفنية البرازيلية لوقوفها مع عدالة القضية الفلسطينية، وثقافتها المقاومة في ظل التضليل الإعلامي الاحتلالي وتوابعه في العالم، مثمناً دور الفنانين البرازيليين بما يقدمونه من إبداعات توثق الإبادة في غزة، ودور اتحاد كتاب البرازيل وترجمته لقصص لكتاب ومبدعي غزة.
كما أشاد بدور دار طبلة للنشر، واهتمامها بنشر ترجمات الأدب الفلسطيني في غزة وما يقوم به الروائي والأكاديمي والمترجم ميلتون حاطوم من دعم للقضية والثقافة الفلسطينية، وكذلك المترجمة والأكاديمية صفاء جبران لترجماتها للأدب الفلسطيني، متجاورة مع الأكاديمي والمترجم البروفيسور محمد الجاروش، في إسناد ودعم القضية وثقافة فلسطين.
ـــــ
ر.ح