رام الله 20-4-2025 وفا- صدر عن دار طباق للنشر والتوزيع كتاب "ذاكرة العدوان" للكاتبة بيسان عبد الرحيم نتيل، من غزة.
ويأتي الكتاب الواقع في 89 صفحة من القطع المتوسط ضمن مشروع "يوميّات غزّة" الذي أطلقته دار طباق لتوثيق يوميات الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
وفي هذا الكتاب، وثّقت نتيل مشاهدات يوميّة من الإبادة والنزوح والحياة المبتورة في غزّة، وبهذا يكون "ذاكرة العدوان" وثيقة مضافة ومرافعة للإبداع في محاكمة الاحتلال.
وقد حمل الكتاب لوحة الفنان العزيز عاطف، وقدّم له الكاتب خالد جمعة بقوله: في بشاعة المشهد المستمر، تجلس بيسان على رمل الشاطئ تتفحص أصابعها الجاهزة للكتابة، وذاكرتها التي تختزن تفاصيل لا يلتفت إليها أحد "عادةً" في الحروب، لكن أولئك الذين يمتلكون إحساسا مختلفا بالأشياء ـ بيسان نموذجا. يعثرون دائما على مفاتيح الأبواب المغلقة، ليقولوا ما لا يستطيع الآخرون قوله، ويرسمون صورة واضحة للحدث، ليست صورة صحفية لما يراه الجميع أمام الكاميرات، بل صورة للداخل غير المرئي، الذي يختزن المشاعر كلها، من خوف وانتظار، من جوع وقلة نوم، من تحولات للمشهد العادي ليغدو مشهد رعب، من رغبات وأحلام الأطفال، التي تختلط بالأحلام الشخصية، فترسم الرعب بكل الوضوح الممكن.
وأضاف أن بيسان لم تحاول في هذا الكتاب أن تكون غير نفسها، لم تلعب مع اللغة أو التركيبات والصور البلاغية، بل اجتهدت في أن تضيء عتمة الأرواح التي حولتها الحرب إلى نتف متناثرة، لتنقل الصورة بدقة صانع مجوهرات محترف، دقة تفرش للقارئ دربا إلى حقيقة ما يحدث، هناك بعيدا حيث يخجل الناس عادة من مشاعرهم المختلطة، تذهب بيسان بالذات إلى تلك المنطقة المعتمة، لتضيء عتمة لطالما فرضتها الطائرات والدبابات على الناس، فحين يعلو صوت الحرب ينطفئ صوت القلب.
في هذا الكتاب قررت بيسان أن تعلي صوت القلب فوق صوت الحرب. كتاب ليس فيه أي ادعاء للبطولة، وهذا ما افتقدته الكتابة، وربما أن البساطة التي عبرت عنها الكتابة هي التي ستجعل المشاعر المحور الأهم لهذا الكتاب، وليس الأرقام والإحصائيات.
بيسان عبد الرحيم نتيل من غزة صدر لها مجموعة قصصية للأطفال، وهي "وعائلتها في حالة من النزوح منذ بداية الحرب.
ــــــ
خ.ج
.jpg-007b5af4-06d4-45b9-8a85-1a341d376473.jpg)