أهم الاخبار
الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 03/06/2025 02:11 م

غزة تُحرم من فريضة الحج للعام الثاني على التوالي

 

غزة 3-6-2025 وفا- محمد دهمان

للسنة الثانية على التوالي، يُحرم المواطنون في قطاع غزة من أداء فريضة الحج، بسبب استمرار إغلاق معبر رفح البري، وتواصل عدوان الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وتغيب في قطاع غزة مظاهر عيد الأضحى المبارك، الذي يحل الجمعة المقبلة 6 يونيو/ حزيران الجاري، إذ يستقبل المواطنون العيد الرابع لهم منذ بدء حرب الإبادة، وهم منهكون، جائعون، يائسون. 

وهذا العام، يستقبل الفلسطينيون عيد الأضحى بلا ملابس جديدة، وبلا أضاحٍ تُذبح، ولا فرحة أطفال تجوب الأسواق.

فمعظم العائلات باتت مشردة بعد أن دمرت إسرائيل منازلها، وأصبحت تقيم في خيام مهترئة لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء، ولا توفر خصوصية أو كرامة.

ويقول رئيس جمعية أصحاب شركات الحج والعمرة في قطاع غزة محمد الأسطل، إن حرمان سكان القطاع من الحج يمثل انتهاكا صارخا لحرية العبادة وحقوق الإنسان، وضربا بالقوانين الدولية عرض الحائط.

وأضاف: في عام 2024، كانت حصة غزة من الحج 2850 حاجا، لكنها انخفضت هذا العام إلى 2508، حسب البروتوكول المتّبع بين وزارة الأوقاف الفلسطينية ووزارة الحج والعمرة السعودية، والذي ينص على 1000 حاج لكل مليون نسمة. إلا أن الحصار المستمر والحرب حالا دون تنفيذ ذلك.

ويشير إلى أن الجمعية وضعت بالتعاون مع وزارة الأوقاف خطتين بديلتين، الأولى تقضي بخروج الحجاج من غزة وعودتهم، والثانية، تسجيل عدد مماثل من أبناء غزة المقيمين في مصر والدول الأخرى.

ومع تعذر الخطة الأولى، تم اللجوء إلى الثانية، حيث جرى تسجيل 1350 حاجا من أبناء غزة المقيمين في جمهورية مصر العربية والخارج، فيما تم تحويل الحصة المتبقية (1258 حاجا) إلى أهل القدس، في خطوة لتعزيز التلاحم الوطني، وبدعم من القيادة الفلسطينية.

وفي خيمة قرب شاطئ المواصي جنوب محافظة خان يونس، يعيش بشير أبو شاويش (64 عاما) مع زوجته أسمهان بعدما دمرت الحرب منزلهما بالكامل في رفح، وكانا من المسجلين لأداء الحج في موسم 2023، إلا أن العدوان قطع الطريق عن حلمهما.

ويقول شاويش: أدخرتُ كل ما أملك لأختم عمري بالحج. بعد التسجيل اندلعت الحرب، فقدت بيتي، وسحبت رسوم الحج لأشتري الطعام.

أما زوجته أسمهان، تقول: "كنت أجهز الهدايا لأبنائي وأحفادي، وكتبتها في دفتر خاص… لكن تحولنا فجأة إلى لاجئين، نعيش في خيمة بلا كهرباء ولا ماء. كنا نشتري الأضاحي ونخبز كعك العيد، أما اليوم لا نملك حتى ثمن الخبز".

ويبلغ عدد المساجد التي دمرها الاحتلال منذ بداية الحرب بلغ 828 مسجدا دُمرت بالكامل، و167 مسجدا تضررت جزئيا.

ولم يقتصر هذا التدمير الممنهج للمساجد على البنية التحتية، بل طال الروح الدينية في غزة. إذ حُرم آلاف المصلين من أداء صلاة العيد والجماعة، بعدما تحولت المساجد من منارات للعبادة إلى أهداف عسكرية لطائرات الاحتلال.

وتحوّلت بعض المساجد المتضررة جزئيا إلى ملاجئ مؤقتة للنازحين، رغم الخطر الشديد الذي يتهدد أرواحهم في حال قصف جديد أو انهيار مفاجئ.

ويحل العيد على غزة في وقت يكافح فيه المواطنون يوميا لتأمين الحد الأدنى من وسائل البقاء، مع قصف متواصل ودمار واسع، وانعدام مصادر الدخل، وغياب المساعدات الإنسانية.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة، وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلّفت الإبادة أكثر من 178 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة قتلت كثيرين بينهم أطفال.

ــ

/إ.ر

 

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا