رام الله 18-6-2025 وفا- رامي سمارة
تستعد وزارة التربية والتعليم العالي لعقد امتحانات الثانوية العامة "التوجيهي"، في واحدة من أكثر السنوات صعوبة على مستوى التحديات التي تُفرض بفعل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وتحرم حرب الإبادة الإسرائيلية طلبة قطاع غزة من التقدم للامتحانات للعام الثاني على التوالي، فيما تهدد الاجتياحات المتواصلة لمدينتي جنين وطولكرم والإغلاقات بعرقلة تنظيمها بشكل مثالي، فيما ينتظر طلبة القدس مستقبلا مجهولا بسبب إجراءات أعلنتها سلطات الاحتلال إثر المواجهة العسكرية مع إيران.
ومن المقرر أن تنطلق الامتحانات يوم السبت المقبل، ويتقدم لها أكثر من 50 ألفاً من الطلبة في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، ونحو ألفين من طلبة قطاع غزة الموجودين خارج فلسطين.
ويتقدم 28 ألف طالب وطالبة لامتحانات التوجيهي في الفرع الأدبي، و14 ألفا في الفرع العلمي، ويتوزع البقية على الفروع الأخرى.
وستقام الامتحانات في 512 قاعة، ويشرف عليها 16 ألف معلم ومعلمة ومدير ومديرة مدرسة، ينخرطون في مهام المراقبة وإدارة القاعات والتصحيح.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم العالي صادق الخضور، إن الوزارة سبق أن عقدت الامتحانات في ظروف قاهرة، ولكن العام الحالي يمكن أن يعد الأصعب من حيث عدد التحديات الميدانية وتنوعها واجتماعها في فترة واحدة.
طلبة غزة
وأشار إلى أن "التوجيهي" سيغيب عن قطاع غزة للعام الثاني توالياً، وهذا يعني أن فوجين من الطلبة (مواليد 2006 و2007) وعددهم لا يقل عن 70 ألفاً، لن يستطيعوا التقدم للامتحانات في وقتها المحدد.
وقال: "العدد الإجمالي للطلبة المؤهلين للتقدم للامتحانات خلال العامين الماضيين وصل إلى 78 ألفاً، 4 آلاف منهم ارتقوا شهداء خلال العدوان الإسرائيلي، ونحو 4 آلاف خرجوا من قطاع غزة، وتقدم منهم 1500 العام الماضي لامتحان الثانوية، وهناك 2000 سيتقدمون للاختبارات هذا العام".
وبين الخضور أن طلبة الثانوية العامة لهذا العام ممن تمكنوا من مغادرة غزة يتوزعون على 37 دولة، 7 منها جرى التفاهم مع الجهات الرسمية على فتح قاعات امتحانات رسمية لتمكين الوزارة من عقد الامتحانات، وفي الدول الأخرى سيجري عقدها داخل مقرات سفارات دولة فلسطين وممثلياتها.
ونوه إلى أن الاختبارات ستُعقد بشكل موحد وفي الدول كافة عند الساعة التاسعة صباحاً بتوقيت القدس المحتلة.
وشدد الناطق باسم وزارة التربية والتعليم العالي صادق الخضور، على التزام الوزارة بعقد الاختبارات في قطاع غزة متى ما توفرت ظروف آمنة لذلك، مؤكداً أن بضعة أيام بعد وقف العدوان كفيلة بتحديد موعد جديد لامتحانات الثانوية العامة والإعداد لها.
وتابع: "ندرك أن التعليم حق ولكن هناك ما هو أهم، وهو الحق في الحياة، وتراعي الوزارة أن أي تجمع للطلبة للتقدم للامتحانات قد يشكل خطراً على حياتهم، ويجعلهم عرضة لاستهداف الاحتلال الإسرائيلي".
ويواصل طلبة الثانوية العامة من مواليد 2007 الانخراط في المدارس الافتراضية في قطاع غزة، حيث من المقرر أن ينتهي العام الدراسي في 17 تموز/ يوليو المقبل وفق الخطة الموضوعة.
خصوصية القدس
وتطرق صادق الخضور إلى تحدٍ آخر يتمثل في خصوصية طلبة "التوجيهي" في القدس المحتلة بفعل الظروف الراهنة، مؤكداً أن اتصالات ولقاءات حثيثة تُعقد في الفترة الراهنة لوضع حلول للأوضاع الاستثنائية.
وتحدث عن قرارات سيصار إلى الإعلان عنها خلال الساعات المقبلة (اليوم أو غداً)، بما يراعي مصلحة الطلبة وخصوصية الحالة في المدينة المقدسة، بعد التشاور والتوافق مع الجهات ذات الصلة، كمحافظة القدس، ووزارة شؤون القدس، ومديرية التربية والتعليم العالي، وأولياء الأمور.
وأكد الخصور أن الوزارة لا تكتفي بإعداد الخطط البديلة، بل تضع خططاً بديلة لها، وهي لا تتعمد تأخير اتخاذ القرارات، ولكنها تبقى على أمل أن تتغير بعض المعطيات الميدانية لعقد الامتحانات بالشكل الطبيعي، وإن لم يحدث ذلك فسيصار إلى الإعلان عن القرارات الجديدة التي تراعي خصوصية التعليم في القدس ومصلحة الطلبة، بما يتواءم مع الظروف الجديدة.
وخصصت وزارة التربية والتعليم 43 قاعة لتقديم امتحانات الثانوية العامة في القدس المحتلة هذا العام، 32 قاعة منها تقع داخل الجدار الفاصل الذي تقيمه قوات الاحتلال الإسرائيلي، فيما وصل عدد الطلبة المسجلين لتقديم اختبارات هذا العام إلى 5000.
جنين وطولكرم
وفي مدينتي جنين وطولكرم شمال الضفة الغربية، اللتين تشهدان توغلات وعدوان لجيش الاحتلال الإسرائيلي، أكدت وزارة التربية والتعليم العالي أنها راعت اختيار مواقع قاعات الامتحانات بعيدا قدر الإمكان عن أماكن الاستهداف المتكرر.
أما الطلبة الذين نزحوا مؤخراً من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، فقد تم تسجيلهم للتقدم للامتحانات إما في قاعات على أطراف المدن أو في القرى والبلدات التي يقيمون فيها حالياً، وفق المتحدث باسم الوزارة صادق الخضور.
وتابع: "العام الماضي كانت لدينا تجربة تسمح للطلبة بالتقدم في أقرب قاعة يتمكنون من الوصول إليها في حال الاجتياحات والعدوان الإسرائيلي، وهذا العام، وللتعامل مع أي طارئ عممنا على مديريات التربية والتعليم التعامل بمرونة مع هذا الملف بما يبقي أيضاً على المعايير والمحددات التي وضعتها الوزارة ولجنة الامتحانات العامة".
وبين الخضور أنه في حال اضطرت الوزارة إلى تأجيل جلسة أو أكثر في بعض المناطق بسبب الظروف الميدانية، فيتوجب على الطلبة الاستمرار في الاستعداد، لأن أي امتحان تؤجله الوزارة تعاد جدولته مباشرة في موعد قريب بعد انتهاء الامتحانات، وفقاً للآلية التي اعتُمدت العام الماضي في بعض المحافظات كجنين وطولكرم.
ونوه الخضور إلى أن الظروف الاستثنائية التي تُفرض على التعليم في فلسطين هذا العام، تتطلب من الوزارة والطلبة وذويهم التكيف معها حتى يتم اجتيازها.
-
ر.س/ر.ح