أهم الاخبار
الرئيسية شؤون إسرائيلية
تاريخ النشر: 15/12/2025 10:32 ص

"وفا" ترصد التحريض والعنصرية في الإعلام الإسرائيلي

 

رام الله 15-12-2025 وفا- رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين 7 وحتى 13 كانون الأول الجاري.

وتقدم "وفا"، في تقريرها رقم (442) رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام الإسرائيلي، إذ يتواصل التحريض ضد قطاع غزة، وضد إمكانية إقامة دولة فلسطينية، كما يسوّق لإرهاب المستعمرين وهمجيتهم ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وتحرض على الأمم المتحدة عبر وكالة الأونروا، مع مواصلة الالتهديد بقانون إعدام الأسرى، ما يصنع خطابات تبرر الاستمرار في الهيمنة، بدل إنهاء العنف ذاته.

وفي مقال تحت عنوان "قبل عيد حانوكا: كُشف المخطط الإسلامي لفصل اليهود عن الحائط الغربي"، نزع الكاتب نداف شرغاي في صحيفة "يسرائيل هيوم" الصراع عن سياقه الاستعماري القائم اليوم، معيدا تعريفه كصراع عقائدي خالص، محاولة نزع شرعية أن حائط البراق للمسلمين، محاولة إعادة تقسيم وهندسة القدس، مستعرضا في المقال كتابًا جديدًا لشموئيل بركوفيتس، يدّعي أن الادعاءات الفلسطينية والإسلامية بقدسية الحائط الغربي حصرًا للمسلمين هي حديثة وسياسية وليست تاريخية. مدعيا وجود وثائق من فترة الانتداب البريطاني تؤكد أن المسلمين لم يعتبروا الحائط الغربي موقعًا مقدسًا قبل القرن العشرين، وقصة "البراق" تم اختراعها سياسيًا لمواجهة الحقوق اليهودية. مصورا هذه الرواية على أنها استمرار لحملة تحريضية تاريخية تهدف إلى نفي الصلة اليهودية بالموقع.

وفي مقال جديد يحضر على غزة بشكل مباشر، كتب الصحفي يفعات إرليخ في صحيفة "يسرائيل هيوم" :"لا للاستعانة بمصادر خارجية للأمن: على إسرائيل أن تبقى الجهة الحاكمة الوحيدة في الحي"، محاولا اختصار قطاع غزة بحي صغير يجب أن يتبع بشكل مباشر لدولة الاحتلال، مستبعدا الفلسطيني من أي أفق سياسي أو سيادي.

يجادل هذا المقال بأن إسرائيل يجب أن ترفض بشكل قاطع السيناريوهين الرئيسيين لما بعد الحرب في غزة: سواء الاعتماد على ميليشيات محلية أو نشر قوات دولية. منتقدا محذرا من أن قوات دولية (خاصة التركية) ستقيد حرية عمل الجيش الإسرائيلي وتفقد إنجازات الحرب. يخلص إلى أن أمن إسرائيل لا يمكن أن يسلم لأحد من الخارج، وأنها يجب أن تبقى السلطة العسكرية والسيادية الوحيدة في غزة.

وفي الصحيفة ذاتها، كتب دوكي درور "76 عامًا من الفشل: عندما تحوّلت الأونروا إلى عائق"، محرضا بشكل مباشر وواضح على وكالة "الأونروا" مدعيا أنها أساس الصراح ومفتاحه.

النص يعيد صياغة قضية اللاجئين من كونها نتيجة اقتلاع تاريخي إلى خلل إداري صنعته الأونروا، فيُنقل مركز الثقل من الجريمة المؤسسة عام 1948 النكبة إلى مؤسسة إغاثية، وكأن المشكلة ليست في الطرد بل فيمن يذكّر به. اللاجئ الفلسطيني لا يظهر كصاحب حق سياسي وقانوني، بل كنتاج مُصنَّع تُغذّيه منظمة أممية فاسدة، تهدد وجود إسرائيل، ما يعني عمليًا نزع الشرعية عن الذاكرة نفسها.

وفي صحيفة "يديعوت أحرنوت" يروج الكاتب ليئور بن عمي لتحريض بن غفير على الأسرى في السجون الإسرائيلية، مقدما "كل الحقيقة عن الدبوس" حيث يرتدي بن غفير دبوسا يحمل إشارة حبل مشنقة، موضحًا أنه ليس مفاجئًا بل هو تمثيل بصري صادق لبرنامجه السياسي القائم على عقوبة الإعدام. يستخدم الكاتب فكرة الدبوس كنقطة انطلاق لهجوم ساخر على السياسيين الإسرائيليين الآخرين، مقترحًا أن يرتدي كل منهم دبوسًا يكشف عن نواياه الحقيقية ونقائصه.

وفي مقال للكاتب مئير بن شبات في صحيفة "مكورريشون" حول اليوم الثاني في غزة، يقول إن مجرد وقف إطلاق نار ليس المطلوب. أو الهدنة طويلة الأمد مع الحفاظ على السلاح. يجادل بأن الانسحاب الإسرائيلي من غزة ("المرحلة الثانية") دون خطة واضحة لنزع السلاح هو خطأ استراتيج. والإبقاء على الوضع الحالي في غزة (مدمر وخاضع للسيطرة الإسرائيلية) أفضل من أي تسوية سيئة.

النص يصوغ غزة كمساحة عقاب دائمة، لا كمجتمع بشري، ويحوّل الحرمان من المستقبل والأمل والإعمار إلى خيار عقلاني “أفضل” من أي تسوية، بما يعني شرعنة الإبقاء على الدمار كسياسة واعية. مصورا وقف إطلاق النار تنازل، وإعادة الإعمار كجائزة غير مستحقة.

وحول التطورات في الضفة الغربية والتوسع الاستيطاني الكبير، كتب إليشع بن كيمون في صحيفة "يديعوت أحرنوت": "كنا تحت عدسة مكبّرة – وفي يوم واحد توقّف ذلك: زيارة إلى بؤرة استيطانية تجسّد التغيير في يهودا والسامرة"، مستخدما بؤرة "نحلات تسفي" الاستيطانية كمثال على التغيير الكبير في سياسة الحكومة الحالية في الضفة الغربية. يروي سكان البؤرة كيف كانوا يتعرضون للإخلاء المستمر والمراقبة الشديدة من قبل الإدارة المدنية والجيش في السابق، لكن ذلك توقف فجأة مع وصول الحكومة الحالية بقيادة الوزراء سموتريتش وستروك.

يُظهر المقال كيف أن البؤر غير القانونية تنمو الآن بحرية وتُتاح لها مسارات للتسوية، مما يجسد "الضم الفعلي" على الأرض. مقدما الاستيطان كقصة نجاح هادئة وطبيعية، وتحوّل خرق القانون وفرض الوقائع بالقوة إلى "تنفّس" بعد ظلم سابق، فيما يُمحى الفلسطيني من المشهد إلا كعقبة جغرافية أو خوف جانبي.

 

التحريض في الإعلام الافتراضي

كتب عضو الكنيست من حزب قوّة يهوديّة ليمور سون هارميلخ على صفحته عبر منصة "إكس": "وصلتُ إلى زيارة مساندة إلى تلة ميفسر شالوم في السامرة في زيارةٍ لتعزيز تماسك المجتمع، حيث تعيش العائلات والشباب الرواد في هذه الأرض. يجب وضع حدٍّ للدمار الذي حلّ بالتلة الأسبوع الماضي وفي أماكن أخرى، وسنتواجد في كل مكان لنُطالب بالتوطين في جميع أنحاء يهودا والسامرة".

يواصل وزير الأمن القومي المتطرف ايتمار بن غفير عبر صفحته على منصة "إكس" التحريض على الأسرى الفلسطينيين قائلا: "أنا وأعضاء كتلة قوّة يهوديّة وصلنا اليوم لجلسة لجنة الأمن القومي من اجل الاستمرار بتعزيز عقوبة الإعدام للمخربين في الوقت الذي نرتدي به دبوس على شكل حبل المشنقة- كرمزٍ لالتزامنا لتمرير القانون وكرسالة واضحة أن مصير المخربين هو الموت.. أتى وقت الإعدام للمخربين!"

وانتقد بن غفير تصرحيات نقابة الأطباء الإسرائيليين التي عارضت موضوع إعدام الأسرى، وكتب على صفحته: "لستم مسؤولين عن صحة المخربين! كنت سأسحب منك شهادة البروفيسور الآن، عار".

وقال عضو الكنيست من حزب قوّة يهوديّة ليمور سون هارميلخ عبر منصة "إكس": "إذا لم نقم بسن قانون عقوبة الإعدام للمخربين نحن نحكم بالموت على مواطني إسرائيل".

أما وزير الماليّة الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش فما زال يدعوا إلى تواصل الاستيطان بوتيرة أكبر، قائلا عبر منصة "إكس": "يهودا والسامرة هي قطاع أمني لإسرائيل. كلي فخر في قيادة انقلاب الذي لغى فكرة تقسيم الأرض وإقامة دولة إرهاب وتعزز أمن إسرائيل".

عضو كنيست من حزب قوّة يهوديّة المتطرف تسفي فوغيل دعا إلى إعدام تسريع قانون إعدام الأسرى، قائلا عبر منصة "إكس": "وصلنا صباح اليوم، أعضاء كتلة قوّة يهوديّة وأنا، الى جلسة لجنة الأمن القومي في قضية عقوبة الإعدام للمخربين، وكان على طيات ستراتنا دبوس حبل المشنقة.. هذا الدبوس عبارة عن التزامنا بتمرير القانون ورسالة حادة: مصير المخربين الموت".

وكتبت عضو الكنيست من حزب قوّة يهوديّة ليمور سون هارميلخ على صفحتها عبر منصة "إكس": "المزارع الاستيطانية والتلال هم الحل الحقيقي للعنف والإرهاب في يهودا والسامرة، مدعوون لمشاهدة أقوالي خلال جلسة عن " عنف المستوطنين " في لجنة مراقبة الدولة".

وقال عضو الكنيست من حزب قوّة يهوديّة يتسحاك كرويزر على صفحته عبر منصة "إكس": قمنا بهدم خيمة الوقف- وقريبًا سوف نقوم بهدم قبر الأب الروحي للمخربين عز الدين القسام!"

بن غفير أيضا هد بهد قبر الشهيد عز الدين القسام قائلا عبر منصة "إكس": "يجب هدم قبر الإرهابي البارز عز الدين القسام في نيشر (قرية بلدة الشيخ المهجرة). وفجر يوم أمس قمنا بالخطوة الأولى".

وكتبت عضو الكنيست من حزب إسرائيل بيتنا يوليا ملينوفسكي على صفحتها عبر منصة "إكس": "هذه هي الحقائق: الأونروا منظمة إرهابية اختطفت مدنيين أبرياء وشاركت في مجزرة 7 أكتوبر. لم يتم احتلال أي شيء، لأن هذه الأراضي، وفقًا للقانون، تابعة لدولة إسرائيل".

هاجم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على صفحته عبر منصة "إكس" تصريحات رئيس الوزراء الإسباني خلال لقائه الرئيس محمود عباس قائلا: "لا تتحدث عن المستقبل فهو ليس لك".

أما السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون وهو من حزب الليكود، هاجم أيضا الأمم المتحدة والأونروا عبر منصة "إكس" قائلا: "الأونروا = دفيئة للإرهاب. أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم قرارًا يهدف إلى مطالبة إسرائيل بالتعاون مع الإرهاب. لن يحدث ذلك. لن ننسى الجرائم التي ارتكبها موظفو الأونروا في السابع من أكتوبر. لن ننسى اختطافهم للراحل جوناثان سامرانو إلى غزة. على الأونروا أن تتخلى عن دورها وتعود إلى ديارها".

ــــــــ

م.ع

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا