لندن 26-6-2025 وفا- قالت منظمة FairSquare إن عددا من كبار الأكاديميين من ضمنهم العديد من أساتذة القانون الدولي، بعثوا الأربعاء، رسالة إلى لجنة الحوكمة والتدقيق والامتثال في الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، تتعلق بتحقيق اللجنة في شكوى تتعلق بإقامة مباريات في مستعمرات إسرائيلية تقع في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وكان الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، قد قدم شكواه الأولى إلى الفيفا في عام 2013 بشأن قيام فرق إسرائيلية، تحت إشراف الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم، بلعب مباريات في مستعمرات بالضفة الغربية، وقدم شكوى أخرى موسّعة في آذار/ مارس 2024.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2024، صرّحت الفيفا بأنها أوكلت إلى لجنة الحوكمة والتدقيق والامتثال -وهي آلية رقابة تُعنى بمراقبة الالتزام بأنظمة الحوكمة الخاصة بالفيفا- مهمة التحقيق في هذه القضية.
وفي أيار/ مايو 2025، قال الأمين العام للفيفا إن اللجنة طلبت مؤخرًا تقارير من خبراء، تشمل مواضيع متعلقة بالشأن الإقليمي، لدعم عملها". ويرى الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أن شكواه عالقة في "نمط احتجاز بيروقراطي عالي التسييس".
وقد كُتبت رسالة الأكاديميين استجابةً لطلب لجنة الفيفا لمعلومات من خبراء. وقد وقّعها عدد من القضاة البارزين والمؤرخين وخبراء في السياسة والعلاقات الدولية، بما في ذلك اثنان من المقررين الخاصين السابقين للأمم المتحدة المعنيين بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967.
ويعود أصل الموقّعين إلى دول تشمل أستراليا، كندا، أيرلندا، إسرائيل، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، جنوب أفريقيا، السويد وسويسرا، ومن بينهم الأساتذة: ميشيل بورغيس-كاستالا، جون دوغارد، أردي إمسييس، مايكل لينك، إيلان بابيه، نيكولا برات، وويليام شاباس.
وجاء في الرسالة: نود أن نقدم للجنة تقييماً خبيراً حول ما وصفه الأمين العام للفيفا بـ"حقوق الاتحادات على أراضيها" فيما يخص إسرائيل وفلسطين. وباختصار، فإن إسرائيل تحتل عسكرياً أراضي فلسطينية منذ عام 1967، والمستعمرات التي أنشأتها على هذه الأراضي غير شرعية بموجب القانون الدولي. وهذه حقائق لا جدال فيها.
وتوضح الرسالة أسباب عدم شرعية المستعمرات، بالإشارة إلى اتفاقية جنيف الرابعة، وقراري مجلس الأمن 446 و2334، وقرارات محكمة العدل الدولية في عامي 2004 و2024. كما تقدم الرسالة توجيهات للجنة الحوكمة والتدقيق والامتثال بشأن الأسئلة التي يجب أن تُحسم لتحديد ما إذا كان الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم ينتهك قوانين الفيفا: "ليست اللجنة مضطرة للخوض في مسألة شرعية المستعمرات الإسرائيلية، بل يكفيها النظر في مسألة ما إذا كانت الفرق الإسرائيلية لا تزال تلعب مباريات كرة قدم في مستعمرات بالضفة الغربية. وإذا كان هذا هو الحال -كما يدّعي الاتحاد الفلسطيني ولم ينكره الاتحاد الإسرائيلي- فإن الاتحاد الإسرائيلي يكون، من حيث الواقع، منتهكاً للمادة 64 (2) من قوانين الفيفا، والتي تنص على أنه (لا يجوز للاتحادات الأعضاء وأنديتها أن تلعب على أراضي اتحاد عضو آخر دون موافقة الأخير)".
وقد نسقت منظمة FairSquare إرسال الرسالة، وأرسلتها إلى رئيس لجنة الحوكمة والتدقيق والامتثال، بروس كيومنتو، ونائب الرئيس كريس ميهم، في 25 حزيران/ يونيو 2025. وقال نيك ماكجيهان، المدير المشارك لـلمنظمة: "لقد ظلت الفيفا تماطل في هذه القضية منذ 12 عامًا، رغم وجود أدلة واضحة على انتهاك صارخ وخطير جدًا لقوانينها. وإذا تجاهلت لجنة الحوكمة رسالة من هذا النوع موقّعة من أكاديميين بهذا الحجم، فلن يكون لذلك سوى معنى واحد: أن اللجنة ليست مستقلة، وأن الفيفا لا تهتم بالحوكمة الرشيدة".
وفي تموز/ يوليو 2024، قدمتFairSquare ، والتي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا لها، تقريرًا إلى الفيفا يجادل بوجود عدة أسباب تستوجب تعليق أو طرد الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم من الفيفا. وإضافة إلى اعتماد الاتحاد الإسرائيلي لمباريات تقام في الأرض الفلسطينية المحتلة، أشار التقرير إلى التمييز العنصري المنهجي والخطير، والتدخل السياسي، وقتل إسرائيل للاعبين فلسطينيين والتدمير الممنهج لمنشآت الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، وهي أمور سبقت العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. ولم ترد الفيفا على هذا التقرير.
ــــ
ع.ف