رام الله 23-7-2025 وفا- وقّع وزير الزراعة رزق سليمية، بمدينة رام الله، اليوم الأربعاء، اتفاقيتين مع وكالة بيت مال القدس، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو".

ووقع سليمية، مع المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس محمد سالم الشرقاوي، اتفاقية لتمويل مشروع "صمود" الزراعي، بحضور سفير المملكة المغربية لدى دولة فلسطين عبد الرحيم مزيان.

ويستهدف المشروع في مرحلته الأولى دعم 250 مزارعا في محافظة القدس وضواحيها، من خلال تنفيذ ثلاث تدخلات أساسية تشمل: توزيع أشتال زراعية، وتوزيع صهاريج وتنكات نقل المياه، وتوفير حقائب بيطرية لدعم الثروة الحيوانية في المنطقة.

وأكد سليمية أن توقيع هذه الاتفاقية يأتي في وقت بالغ الأهمية لدعم صمود المزارعين في القدس ومحيطها، لتثبيتهم في أراضيهم، وتعزيز سبل البقاء، في ظل ما يتعرضون له من اعتداءات ممنهجة من قبل الاحتلال الإسرائيلي ومستعمريه، بهدف تهجيرهم والاستيلاء على ممتلكاتهم، مشيراً إلى أنها تمثل بداية لمجموعة من المشاريع المستقبلية.

كما أعلن عن تشكيل توجيهية تضم ممثلين عن محافظة القدس ووزارة شؤون القدس، على أن يتم تنفيذ المشروع ميدانيًا من خلال مركز أبحاث الأراضي الشريك التنفيذي للوزارة في الميدان.

من جانبه، أوضح الشرقاوي أن هذه الاتفاقية تندرج ضمن سلسلة من البرامج والمبادرات التي تنفذها وكالة بيت مال القدس، بتوجيه من ملك المملكة المغربية محمد السادس، لدعم صغار المزارعين المقدسيين داخل المدينة وخارجها، وتمكينهم من مواصلة أعمالهم الزراعية في ظل التحديات المتزايدة.

كما وقع سليمية مع رئيس مكتب الفاو في فلسطين شيرو فيوريللو، أولى اتفاقيات منح الاستثمار الزراعي مع منظمة (الفاو)، ضمن المرحلة الأولى من برنامج "الأعمال الزراعية التجارية متعدد المانحين MAP2".

وتشمل المرحلة الأولى توقيع 20 اتفاقية دعم استثماري لمشاريع زراعية مبتكرة في الضفة الغربية بقيمة 1.8 مليون دولار، من أصل نحو 320 اتفاقية من المتوقع تنفيذها خلال الفترة المقبلة، بتمويل إجمالي قدره 11 مليون دولار، والممولة من حكومات: الدنمارك، والاتحاد الأوروبي، وسويسرا، وإسبانيا، وبالتعاون مع منظمة الفاو، الى جانب دعم موازٍ من إيطاليا.

ويهدف البرنامج إلى تعزيز الإنتاج الزراعي، وتحسين سلاسل القيمة، ودعم التصنيع الغذائي، والممارسات المستدامة في إدارة المياه والطاقة، مع التركيز على تمكين النساء والشباب وتوفير فرص عمل.

ويُتوقع أن تسهم المشاريع الإجمالية الممولة في خلق نحو 1500 فرصة عمل مباشرة وأكثر من 3000 فرصة غير مباشرة، مع العلم بأن نسبة المرأة والشباب من هذه المشاريع تتجاوز 45%.

وأكد سليمية أهمية هذا الاستثمار في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه فلسطين، مشيرًا إلى أن الوزارة استقبلت طلبات المشاريع عبر المنصة الإلكترونية المخصصة للبرنامج، ومنحت الأفضلية للمشاريع الريادية التي تحاكي الابتكار والتكنولوجيا وتوائم التغيرات المناخية وذات الأثر المجتمعي.

وأوضح أن تنفيذ هذه المشاريع يأتي في ظروف صعبة يمر بها شعبنا من حرب تدميرية واعتداءات المستعمرين وجيش الاحتلال الإسرائيلي على ممتلكات المواطنين ومقدراتهم الزراعية، وهو ما يستدعى منا الوقوف جميعا وبكل الإمكانات المتوفرة من أجل حماية وجودنا، وتثبيت مزارعينا في أراضيهم، ودعم القطاع الزراعي الذي يمثل خط الدفاع الأخير الذي يلجأ إليه المواطن الفلسطيني لمواجهة هذه التحديات القاهرة والصعبة، في ظل حالة البطالة التي تُطبق على قطاع الأعمال المهنية والتجارية.

من جهته، أكد فيوريللو التزام "الفاو" والجهات المانحة بدعم الزراعة الفلسطينية كرافعة للتنمية والتمكين، داعيا المزارعين والرياديين للاستفادة من هذه الفرص الاستثمارية الذكية والمستدامة.

وشدد على أن "الفاو" ستعمل على استكمال هذا التعاون الفعال مع وزارة الزراعة، من خلال مشاريع أخرى قادمة سيتم اعتمادها وتمويلها لتحقيق تنمية زراعية مستدامة، تخدم المزارع الفلسطيني وتدعم القطاع الزراعي بشكل عام.

ـــــ

ر.ح