رام الله 26-8-2025 وفا- افتتح رئيس مجلس إدارة المدرسة الوطنية الفلسطينية للإدارة، الوزير موسى أبو زيد، اليوم الثلاثاء، دورة تدريبية متقدمة عبر تقنية الزوم بعنوان "الخطاب الدبلوماسي وتقنيات التفاوض الفعّالة"، بمشاركة نخبة من السفراء من وزارة الخارجية التركية، وبتنظيم مشترك بين المدرسة الوطنية الفلسطينية للإدارة ومركز الأبحاث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب للدول الإسلامية SESRIC، التابع لمنظمة التعاون الإسلامي.
وفي كلمته الافتتاحية، عبر الوزير أبو زيد عن اعتزازه بالشراكة المميزة مع مركز SESRIC، مشيدا بالدور الحيوي الذي تقوم به رئيسة المركز ازدهار سلجوق، وجهودها الكبيرة التي أثمرت عن تنظيم هذا البرنامج التدريبي النوعي.
وأكد، أن هذا التدريب يشكّل باكورة تعاون سيبنى عليه مستقبلاً لتنفيذ برامج مشتركة مؤثرة على مستوى المنطقة، من خلال توظيف الخبرات الفلسطينية في مجالات الإدارة العامة وبناء القدرات والبحث العلمي، رغم التحديات الصعبة التي يواجهها الشعب الفلسطيني يوميا.
وأوضح أبو زيد، أن تنظيم هذا البرنامج جاء خلال فترة زمنية قياسية لم تتجاوز أسبوعين فقط، عقب لقائه بسلجوق في تركيا، وهو ما يعكس مستوى الالتزام والتعاون بين الجانبين.
وأشار إلى أن التدريب يقدم من قبل سفراء بارزين في وزارة الخارجية التركية، يتمتعون بخبرة واسعة في المجال الدبلوماسي، موجها شكره العميق لهم على سخاءهم في مشاركة معارفهم وتجاربهم مع المشاركين.
وبين، أن التدريب يتميز بطابعه العملي التطبيقي، الذي يضمن استفادة حقيقية للمتدربين وينعكس إيجابيا على أدائهم في مؤسساتهم، خصوصا وأن المشاركين تم اختيارهم بعناية وهم من الفئات القيادية مثل رؤساء وحدات العلاقات العامة، ومدراء مكاتب رؤساء الدوائر الحكومية والمحافظين، بالإضافة إلى مدراء مكاتب الوزراء الذين يلعبون دورا محوريا في تنسيق العمل الإداري والاتصالات الرسمية، وتنظيم جدول الأعمال ومتابعة تنفيذ السياسات الحكومية، حيث بلغ عدد المشاركين 74 موظفًا، حضر منهم 33 إلى مقر المدرسة الوطنية للإدارة لتعزيز التفاعل الجماعي المباشر.
وأكد أبو زيد، أن فلسطين، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها، استطاعت أن تلعب دورا نوعيا ومؤثرا في مجال الإدارة العامة والتدريب، وذلك بفضل مواردها البشرية المتميزة، بقيادة ديوان الموظفين العام والمدرسة الوطنية الفلسطينية للإدارة، مشيرا إلى أن فلسطين لم تعد فقط متلقية للتدريب، بل باتت تقدم تجارب وخبرات لدول في إفريقيا وأوروبا والعالم العربي.
كما جدد استعداد المدرسة لتعميق التعاون مع مركز SESRIC لتطوير برامج مستقبلية تخدم دولاً أخرى بحاجة إلى بناء القدرات ونقل الخبرة، استمرارا لنجاحات سابقة حققتها المدرسة على هذا الصعيد.
من جهته، رحب مدير التدريب والتعاون الفني في مركز SESRICد. أتيلا كارامان، بالوزير موسى أبو زيد وبالوفد الفلسطيني المشارك، معبرا عن سعادته بعقد هذا التدريب الذي يندرج ضمن أولويات المركز الاستراتيجية، ويعد مساهمة مباشرة في دعم المؤسسات الفلسطينية وتمكين كوادرها في المجال الدبلوماسي. وأكد، أن هذا البرنامج يمثل مسؤولية سياسية وأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني، وجهدا ينسجم مع رؤية منظمة التعاون الإسلامي في دعم أعضائها، مشيرا إلى أهمية هذا النوع من التدريبات في مواجهة التحديات المشتركة، وتعزيز أدوات العدالة والدبلوماسية لخدمة القضية الفلسطينية.
كما عبر السفراء الأتراك المشاركون في البرنامج عن بالغ اعتزازهم بالمشاركة في هذه المبادرة التدريبية، التي تشكّل محطة مهمة في تعزيز العلاقات الثنائية وتبادل الخبرات في المجال الدبلوماسي.
وأكد السفير محمد غلّو أوغلو، الذي قدم جلسة حول قواعد البروتوكول، أن مشاركته تأتي في إطار التزامه المهني والأخلاقي بدعم الكفاءات الفلسطينية، مشيدا بمستوى التفاعل العالي لدى المتدربين، وحرصهم على الاستفادة من التجربة التركية.
كما أبدى السفير أورهان إشِك، الذي قدم تدريبا في موضوع الامتيازات والحصانات الدبلوماسية، عن سعادته بالتواصل المثمر مع المشاركين، مؤكدا أن تمكين الكوادر الفلسطينية في مجال العلاقات الدولية والدبلوماسية يشكّل ركيزة أساسية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية، وأن مثل هذه المبادرات تعزّز العمل المشترك بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
ويمثل هذا التدريب خطوة جديدة ضمن استراتيجية المدرسة الوطنية الفلسطينية للإدارة لتعزيز الأداء المؤسسي والمهارات القيادية والتفاوضية في القطاع العام، استنادا إلى رؤية وطنية ترتكز على المعرفة والشراكة الفاعلة مع المؤسسات الإقليمية والدولية.
ـــــ
ع.ف