بيروت 2-9-2025 وفا– أكد الوزير والنائب اللبناني السابق غازي العريضي أن الرئيس محمود عباس يقود تحركًا سياسيًا ودبلوماسيًا نشطًا لمواجهة الحرب الإسرائيلية – الأميركية الشرسة متعددة الأدوات، والتي تتوزع بين العدوان العسكري على قطاع غزة، والحرب السياسية والإعلامية ضد الحقوق الوطنية الفلسطينية، إضافة إلى محاولات طمس الرواية الفلسطينية.
وقال العريضي، في مقابلة مع تلفزيون فلسطين، إن "الرئيس عباس يتوجّه إلى الأمم المتحدة حاملاً إرادة الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في تقرير المصير والعودة"، مؤكدًا أن هذا التحرك يأتي في لحظة مفصلية من الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه، وخصوصًا الإدارة الأميركية التي توفر له الغطاء السياسي والعسكري.
وأضاف أن "السياسة الأميركية أثبتت انحيازها التام إلى الاحتلال، من خلال تبرير جرائمه في غزة، ومحاولة عرقلة أي جهد فلسطيني أو دولي لمحاسبته، بل وصلت إلى حد رفض منح الوفد الفلسطيني تأشيرات للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة"، معتبرًا أن هذا السلوك يكشف عن سياسة منهجية لعرقلة أي تحرك فلسطيني رسمي على الساحة الدولية.
وأشار العريضي إلى أن واشنطن تشن حملة ضغط واسعة على الدول التي تتجه نحو الاعتراف بدولة فلسطين، إلا أن هذه الجهود لم تنجح في كبح موجة التأييد الشعبي العالمي للقضية الفلسطينية، سواء في الولايات المتحدة نفسها أو في أوروبا والعالم، حيث خرج الملايين في تظاهرات داعمة لفلسطين ومنددة بالعدوان الإسرائيلي.
وشدد على أن "بشاعة المجازر التي ارتكبها الاحتلال في غزة، وما خلّفته من مآسٍ إنسانية هائلة، كشفت عن زيف الدعاية الإسرائيلية وأسقطت الهيمنة الإعلامية التقليدية التي لطالما غطّت على جرائمه"، مؤكّدًا أن صورة فلسطين حاضرة اليوم بقوة في وجدان الشعوب، وهو ما يشكل رافعة مهمة للمعركة السياسية والدبلوماسية التي يقودها الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية.
ولفت إلى أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة تاريخية خطيرة، في ظل استمرار العدوان على قطاع غزة، وتصعيد سياسات الاستعمار والتهجير في الضفة الغربية بما فيها القدس، معتبرًا أن صمود الشعب الفلسطيني في وجه هذه الحرب المركبة يشكل ركيزة أساسية للحفاظ على الهوية الوطنية والحقوق الثابتة غير القابلة للتصرف.
وختم العريضي بالتأكيد على أن "القيادة الفلسطينية، رغم كل التحديات والضغوط، تواصل معركتها السياسية والدبلوماسية لإبقاء فلسطين حيّة على أجندة العالم، ومنع محاولات الاحتلال والإدارة الأميركية لتصفية القضية أو طمسها"، مشددًا على أن "الشعوب الحرة في العالم ستظل سندًا للشعب الفلسطيني حتى نيل حقوقه كاملة".
ـــــــــ
ف.ع