رام الله 19-10-2025 وفا- رامي سمارة
شن المستعمرون، اليوم الأحد، عدة هجمات استهدفوا بها مزارعين ومتضامنين أجانب، تداعوا لقطف ثمار الزيتون شرق بلدة ترمسعيا، شمال شرق رام الله.
وتسببت تلك الهجمات بإصابة سيدة وشاب ومتضامن تعرضوا للضرب على يد المستعمرين، الذين أضرموا النيران في 4 مركبات ما أدى لاحتراقها بشكل كامل، عدا عن قيامهم بسرقة محصول الزيتون.
قبل حلول الثامنة صباحا، توجه المواطنون إلى أراضيهم في منطقة "الدلجة"، وفوجئوا بأن المستعمرين قد وصلوا قبلهم، ليعلق أحد المزارعين قائلا: "المستوطنين سبقونا"، وكان معظمهم يحمل العصي تأهبا للانقضاض.
أحد المستعمرين أشهر سلاحه وهدد بإطلاق النار على المواطنين إذا ما واصلوا التقدم نحو حقولهم، فعادوا أدراجهم، ومن نجح بالوصول قبل ذلك اضطر للمغادرة على وقع الترهيب. منهم من خلف وراءه مركبته فاستحالت رمادا.
حسب الناشط ضد الاستعمار عوض أبو سمرة، فإن مركبتين على الأقل تم إحراقهما في "الدلجة" الواقعة بين بلدة ترمسعيا وقرية المغير.
وديع علقم كان شاهد عيان على ما حدث، قال إن المستعمرين انقسموا إلى فريقين، 20 شنوا هجوما من الجهة الشرقية انطلاقا من البؤرة المقامة على أراضي سهل ترمسعيا، و30 آخرين اقتحموا المنطقة من البؤرة في مرج سيع بين المغير وأبو فلاح.
قاموا بترهيب المواطنين وتخويفهم بحضور قوات الاحتلال، التي قامت بإطلاق النار وقنابل الغاز المسيل للدموع، فما كان من المواطنين إلا التراجع، في وجه تلك العصابات المنظمة التي ترعاها دولة بهدف السيطرة على الأرض ومنع المواطنين من الوصول إليها تمهيدا للاستيلاء عليها.
أثناء ذلك، بدأ يتقاطر المتضامنون إلى منطقة "الخلة" المجاورة، وكانت العائلات قد انتشرت بالفعل بين أشجار الزيتون لجني ثمارها في الحقول، والأعين ترقب تلة مطلة سيهبط منها خطر مرتقب آخر.
دقائق ووقع المتوقع، وبدأ الهجوم. عشرات المستعمرين باغتوا المنطقة كسرب جراد يأكل الأخضر واليابس، وانهالوا على كل ما لا يشبههم، فشجوا رأس مسنة وأصابوا شابا ومتضامناً بالحجارة، وأحرقوا مركبتين وحطموا زجاج سيارات أخرى.
وأظهر مقطع مصور، حين انطلق المستعمرون الملثمون في اعتدائهم الوحشي، بمحاولة اقتحام مركبة مواطن تمكن من الترجل منها والفرار، فلاحقوه بالحجارة، بينما وقعت مركبته وأخرى كانت بجوارها ضحيتين لنيرانهم.
مقطع آخر وثق قيام مستعمر يخفي وجهه بمطاردة أم صالح أبو عليا (50 عاماً)، وهي سيدة من قرية المغير، ثم ينهال عليها بالضرب بعصا على رأسها، فتسقط مغشيا عليها، قبل أن تنقل لتلقي العلاج بمركبة اخترق زجاجها الخلفي حجر ألقاه مستعمر.
وفي مركبة أخرى، كان متضامن أجنبي يصرخ ألماً وهو يمسك بيسراه يده اليمنى المتورمة بعد تلقيه ضربة من مستعمر، فيما يعمل متطوعون على تقديم ما أمكن من إسعاف أولي له.
وأمام وحشية الهجوم، فرت الأسر من الحقول حفاظاً على حياتها، تاركة خلفها السلالم والمفارش ومعدات جمع الزيتون، والثمار التي تم جنيها.
"طردونا. هجموا علينا وبدأوا بضربنا وطردونا. بقي الزيتون والمفارش تحت الشجر"، قالت أم أحمد سلامة وهي تهبط من مركبة فرّت بها برفقة أسرتها على بعد عشرات الأمتار من أرضهم.
شاب فضل عدم الكشف عن هويته خشية ملاحقته من قبل الاحتلال، قال إن ما لا يقل عن 40 مستعمرا شاركوا في الهجوم، ولم يكن بمقدور العدد القليل من الأهالي الذين تواجدوا في محيط نقطة الانطلاق من صدهم.
تقهقر المستعمرون وانسحبوا إلى بؤرهم، والتقطت العائلات أنفاسها واستجمعت قواها وعادت إلى حقولها مستعينة بالمتضامنين، ظناً أن الهجوم قد انتهى.
وبعد وقت قصير، اقتحمت قوة مما تسمى بـ"أمن المستعمرات" منطقة الخلة في ترمسعيا، وطردت المواطنين من أرضهم ومنعتهم من استكمال قطف ثمار الزيتون، بحجة منع "تفاقم الأوضاع".
ولما غادر المواطنون حقولهم تحت التهديد، انقض المستعمرون عليها وانتشروا فيها، وراحوا يقطفون ما على الأشجار من ثمار ويسرقون ما قام المواطنون بجنيه وجمعه قبل أن يتعرضوا للهجوم.
وتحيط بترمسعيا 7 بؤر استعمارية تقام إلى الشرق والشمال الشرقي، فضلاً عن 3 مستعمرات إلى الشمال منها في المنطقة الواصلة بين أراضي البلدة وقرى وبلدات جنوب نابلس.
ــــــــ
ر.س/ م.ع