القاهرة 4-9-2025 وفا- قالت وزيرة الخارجية والمغتربين فارسين شاهين، إن مدينة القدس تعيش واقعا مأساويا، حيث تشهد منذ بداية العام تنفيذ ممنهج ومتسارع لاستراتيجية استعمارية تهدف إلى تصفية الوجودِ الفلسطيني في القدس
وأضافت خلال كلمتها في اجتماع اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالتحرك لمواجهة إجراءات الاحتلال الإسرائيلي في القدس، أن الاحتلال يسعى إلى تغيير طابعها التاريخي والديني والديموغرافي والقانوني، وفرض واقع جديد لا يقيم وزنا للقانون الدولي.
وأشارت إلى أن المسجد الأقصى شهد اقتحامات غير مسبوقة من أكثر من 39 ألفَ مستعمر، تحتَ حمايةِ الاحتلال، تخللها طقوسٌ تلموديةٌ علنية، ورفعُ راياتٍ وصور، وتعطيل الأذان، وفرضُ قيودٍ على المصلين في شهرِ رمضان المبارك، إضافةً لمحاولاتِ إدخالِ قرابينٍ حيوانية، ما يُعد انتهاكًا صارخا لقدسيةِ المكان وحرمتهِ ورمزيته.
ولفتت شاهين، إلى أن الاحتلال نفذ أكثر من 186 عملية هدمٍ وتجريف، كما أجبر مواطنون على هدم بيوتهِم بأيديهِم تحتَ تهديد الغرامات والاعتقال. مشيرة إلى أن سياسة التطهير العرقي، تستهدف الأحياء الفلسطينية في سلوان والعيسوية والشيخ جراح وبيت حنينا، لطرد السكان واستبدالهم بمستعمرين، في انتهاك صريح للقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة.
أما الاستيطان والتهويد، أشارت إلى أنه تم المصادقة على مخططات استعمارية ضخمة تضم آلاف الوحدات، وشبكات طرق عنصرية، و"حدائق تلمودية" تهدف إلى الاستيلاء على الأراضي وعزل الأحياءِ الفلسطينية وتقطيعِ أوصالها.
وأردفت شاهين، أن المدارس والجامعات تتعرض للاقتحام والإغلاق، وتستهدف المناهج، وتقفل المكتبات، وتغلق المؤسسات الوطنية بشكل تعسفي بما في ذلك صندوق القدس. وذلك في مسعى لكسر إرادة المقدسيين، وطمس هويتهم، وحرمان أبنائهم من المستقبل.
وقالت، إن الاحتلال يستخدم قرارات الإبعاد كأداة قمع سياسي، مستهدفة الرموز الوطنية والدينية، وعلى رأسهم وزير شؤون القدس، في محاولٍ لإسكات كل صوت يرفض الاحتلالَ ويدافع عن حقوق شعبنا.
وأكدت شاهين، أن الصمت الدولي، وعدم المحاسبة، يمنحان الاحتلال الضوء الأخضر للمضي قدماً في جرائمه.
وطالبت أعضاء اللجنة، بتحريك الآليات الدولية الفاعلة لوقف هذه الانتهاكات فوراً، وحماية المدينة المقدسة ومقدساتها، والضغط على إسرائيل لإلزامها بالاتفاقيات والقرارات الدولية ذات الصلة، ووقف جميع أعمال الاستعمار والهدم فورا، ودعم صمود المواطنين المقدسيين مادياً ومعنوياً، والوقوف إلى جانب مؤسساتهم الوطنية التي تشكل خط الدفاع الأول عن هوية المدينة العربية.
وشددت أن يحدث في القدس ليس أزمة عابرة، بل حلقة في سلسلة مخطط استعماري أوسع، يطال كامل الأرض الفلسطينية؛ فهو يتزامن مع جريمة إبادة جماعية في غزة، وتصاعد للاستيطان والاستيلاء على الأراضي في الضفة الغربية، وحصار اقتصادي وإنساني خانق هدفه تفكيك الوجود الفلسطيني جغرافياً وديمغرافياً، وإنهاء أي احتمال لتجسيدِ دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وتقدمت بالشكر، إلى الأردن لدورها التاريخي في رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، والدفاعِ عنها بكل إمكاناتها، كما توجهت بالشكر إلى الدول الأعضاء على مواقفهم الثابتة والداعمة لقضيتنا.
وشارك في اجتماع اللجنة وكيل وزارة الخارجية والمغتربين السفير محمد أبو جامع والمندوب الدائم لدولة فلسطين لدى جامعة الدول العربية السفير مهند العكلوك.
ــ
إ.ر