- الرئيس: منذ تأسيسها عام 2010 خرجت المؤسسة أكثر من 10 آلاف طالب وترعى حاليا أكثر من 3 آلاف
- أولويتنا الملحة وقف إطلاق النار بشكل دائم وإدخال المساعدات
- دولة فلسطين هي صاحبة الولاية في قطاع غزة ويجب أن تتولى مسؤولياتها كاملة مع الانسحاب الإسرائيلي
- نشهد إجماعا دوليا على مستوى الدول والشعوب لدعم شعبنا لنيل حريته واستقلاله
- نقف إلى جانب لبنان في تنفيذ التزاماته الدولية وفي الحفاظ على أمنه واستقراره وسيادته
بيروت 18-9-2025 وفا- قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إن أبناء وبنات فلسطين، يمثلون الثروة الحقيقية لوطننا وعماد مستقبله، وإن مستقبلنا سيكون زاهياً عظيماً رغم الاحتلال الإسرائيلي، الذي سوف يزول آجلاً أو عاجلاً.
جاء ذلك في كلمة سيادته، في حفل التخريج السنوي لطلبة مؤسسة محمود عباس للعام الدراسي 2024-2025 "دفعة الإرادة والتميز".
وأضاف الرئيس، أننا ورغم بركان الألم والغضب بسبب استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية التي يتعرض لها شعبنا في قطاع غزة، ننتزع شيئاً من السعادة والفخر، إذ نشارككم تخرج نخبة جديدة من أبناء وبنات فلسطين، الذين يمثلون الثروة الحقيقية لوطننا وعماد مستقبله، الذي أثق بأنه سيكون زاهياً عظيماً رغم الاحتلال الذي سوف يزول آجلاً أو عاجلاً.
وأوضح الرئيس، أن مؤسسة محمود عباس، منذ تأسيسها عام 2010، كانت بيتاً لكل أبناء شعبنا، وخاصة طلبتنا الذين حملوا همّ التعليم في لبنان في ظروف صعبة ومعقدة.
وأعرب سيادته عن اعتزازه بتمكن المؤسسة عبر برنامج "الطالب" من دعم أكثر من عشرة آلاف طالب وطالبة، وما يزيد عن ثلاثة آلاف آخرين، يكملون تعليمهم الجامعي والمهني.
وأشار سيادته إلى إن أولويتنا الملحة اليوم تبقى وقف إطلاق النار في قطاع غزة بشكل دائم، وإدخال المساعدات الإنسانية لإنهاء حالة التجويع التي تمارسها قوات الاحتلال بهدف تهجير أبناء شعبنا، وهو ما نرفضه قطعياً.
وشدد على أن دولة فلسطين هي صاحبة الولاية في قطاع غزة، ويجب أن تتولى مسؤولياتها كاملة، مع الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع، والبدء في عملية إعادة الإعمار، ووقف الاعتداءات المستمرة من قوات الاحتلال والمستعمرين في الضفة الغربية بما فيها القدس، على شعبنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية.
وتابع سيادته: لقد تابعنا خلال المؤتمر الدولي للسلام في نيويورك مؤخرا وفي كل دول العالم الإجماع الدولي على مستوى الدول والشعوب، لدعم الشعب الفلسطيني لنيل حريته واستقلاله، في دولته المستقلة ذات السيادة بعاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين.
وأكد الرئيس الوقوف إلى جانب لبنان في تنفيذ التزاماته الدولية، وفي الحفاظ على أمنه واستقراره وسيادته، لافتا إلى أن وجودنا في لبنان يجب أن يكون عنصر استقرار، لا عنصر توتير، وأن يبقى مجتمع اللاجئين محصّناً بعيداً عن أي صراعات لا تعنيه ولا تخدم قضيته.
وجدد التأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين فلسطين ولبنان، وعلى الالتزام بكل تعهداتنا، مقدرا مواقف لبنان في دعم القضية الفلسطينية.
كما تقدم بالشكر للدولة اللبنانية التي قدمت للمؤسسة التسهيلات للقيام بهذا الدور، ورئاسة الوزراء والوزراء ذوي العلاقة، وبخاصه وزارة التربية والتعليم اللبنانية.
وكانت مؤسسة محمود عباس احتفلت بتخريج 400 من طلبتها للعام الدراسي 2024/2025، في العاصمة اللبنانية، بيروت، وذلك تحت رعاية رئيس دولة فلسطين محمود عباس.
وحضر الحفل: سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية محمد الأسعد ممثلاً عن الرئيس محمود عباس، والنائبان في البرلمان اللبناني أسامة سعد وعبد الرحمن البزري، والوزير اللبناني السابق غازي العريضي، وعضو المجلسين الوطني والمركزي الفلسطيني، عضو مجلس إدارة المؤسسة جمال حسين، ورئيس هيئة التنظيم والإدارة لقوات الأمن الفلسطيني اللواء أحمد عوض، ورؤساء جامعات ومعاهد لبنانية، وأمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية فتحي أبو العردات، وعضو المجلس الثوري لحركة فتح آمنة جبريل، وقيادة حركة فتح وفصائل منظمة التحرير في لبنان.
وفي كلمته، أكد العريضي أن فلسطين هي الكلمة والحق والقانون والكرامة والشهادة والعلم، وهي شعب الجبارين الذي لا يقهر ولا يكسر مهما فعلوا على أرض فلسطين من إبادة وقتل واحتلال ومحاولات كسر الإرادة.
وشدد على أن الفلسطيني سواء كان طفلاً أو امرأة أو طبيباً أو شاعراً أو صحفياً أو مناضلاً يبقى كلمة واحدة، وأن الكوفية الفلسطينية أصبحت رمزاً في كل العالم تؤرق المحتل الاسرائيلي وكل الحاقدين والصامتين على ما يجري.
وأشار إلى أن الفلسطينيين في المخيمات والشتات يؤكدون في هذه المناسبة الاستثنائية، أنهم طلاب علم وفكر، وأصبحوا رموزاً في الإبداع والثقافة والإنجاز والإنتاج، وأن العلم هو السلاح الأمضى.
ووجه العريضي التحية للقيادة الفلسطينية على هذه المبادرة، ولمؤسسة محمود عباس التي ترعى الطلبة الفلسطينيين في لبنان دون تفرقة او تمييز، مشددا على أن العلم لكل أبناء فلسطين هو حق، وأن كل أبناء فلسطين هم أبناء المؤسسات الوطنية الفلسطينية.
من ناحيته، قال حسين: نجتمع اليوم في هذا الحفل، في بلدة الرميلة وفي مدينة صيدا بوابة الجنوب وحاضنة الثورة الفلسطينية، التي ما بخلت يومًا في تقديم الغالي والنفيس للقضية المركزية للأمة العربية، قضية فلسطين، هنا حيث تقاسم الشعبان الشقيقان اللبناني والفلسطيني الماء والهواء، وتشاركا الآلام والانتصارات.
وأضاف: نكرّم هذه الكوكبة من سفراء الوطن، الذين أثبتوا بتفوقهم الأكاديمي أنهم أهل للريادة والعطاء، وهذا التكريم ليس فقط تقديرًا لجهودهم وتفوقهم الأكاديمي والمهني، بل دافعًا لهم للمضي قدمًا في مسيرتهم العلمية والمهنية والشخصية، فمسيرة العلم لا تتوقف أبدًا.
ونوه حسين إلى أن هذا الحفل هو أول حفل تكريمي في مسيرة المؤسسة، وهي مؤسسة غير ربحية، وتمويلها مستقل من متبرعين وليس من أي جهة رسمية، وتفخر بأنها خرّجت حتى الآن أكثر من أحد عشر ألف طالب وطالبة، وأن عدد الطلاب المسجلين حاليا في الجامعات ما يزيد عن 3500 طالب، وستبقى مسيرة مؤسسة محمود عباس ببرامجها كافة وفي مقدمتها برنامج الطالب مستمرة.
واستدرك: رغم كل التحديات والظروف القاسية، فإننا نؤكد أن المؤسسة وبتوجيه مباشر من الرئيس محمود عباس، ماضية في أداء رسالتها الوطنية والتربوية، بدعم وتمكين الطلاب الفلسطينيين في لبنان، لاستكمال تعليمهم الجامعي والمهني.
ومؤسسة محمود عباس هي جمعية غير ربحية مسجلة في لبنان وفلسطين، 2010، وتعنى بتقديم خدمات تعليميّة، إغاثيّة، وإنسانيّة، للاجئين الفلسطينيين داخل فلسطين وفي مخيمات لبنان.
وفيما يلي نص كلمة سيادته:
بسم الله الرحمن الرحيم
" يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ"
صدق الله العظيم
الضيوف الكرام،
أبناءنا وبناتنا الخريجين،
الحضور الكريم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أود بدايةً ورغم بركان الألم والغضب الذي يعتمل في صدري، وصدور كل أبناء شعبنا بسبب استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية التي يتعرض لها شعبنا في قطاع غزة، أن أنتزع من بين هذا الحزن المتعاظم شيئاً من السعادة والفخر، إذ أشارككم تخرج نخبة جديدة من أبناء وبنات فلسطين، الذين يمثلون الثروة الحقيقية لوطننا وعماد مستقبله، الذي أثق بأنه سيكون زاهياً عظيماً رغم الاحتلال الذي سوف يزول آجلاً أو عاجلاً.
إن افتخاري بكم لا يوصف، فأنتم صورة الأمل المتجدد، أنتم عنوان الصمود والإرادة، أنتم الجيل الذي نعوّل عليه في بناء دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفي الحفاظ على هويتنا الوطنية، وحمل رسالة العلم والمعرفة أينما كنتم.
الإخوة والأخوات،
لقد كانت مؤسسة محمود عباس، منذ تأسيسها عام 2010، بيتاً لكل أبناء شعبنا، وخاصة طلبتنا الذين حملوا همّ التعليم في لبنان في ظروف صعبة ومعقدة.
وإنني أعتز أيما اعتزاز بأن المؤسسة تمكنت عبر برنامج "الطالب" من دعم أكثر من عشرة آلاف طالب وطالبة، وما يزيد عن ثلاثة آلاف آخرين يكملون تعليمهم الجامعي والمهني. وكما يعلم الجميع فإن المؤسسة، وبسبب عدم تمكن الآلاف من الطالبات والطلبة من الالتحاق بالجامعات في لبنان، فقد سارعت لتأسيس برنامج مخصص للبنان يقدم المنح في الجامعات والمعاهد اللبنانية لكل فلسطيني لاجئ في لبنان، وهم اليوم يشكلون رافعة علمية واقتصادية ومجتمعية في فلسطين والشتات، ويساهمون في نهضة مجتمعهم وتقدمه.
ولا أنسى هنا أن أتقدم بالشكر للدولة اللبنانية التي قدمت للمؤسسة التسهيلات للقيام بهذا الدور، ونشكر في هذا الإطار رئاسة الوزراء والوزراء ذوي العلاقة، وبخاصه وزارة التربية والتعليم اللبنانية.
كما نقدر عالياً دور الجامعات اللبنانية التي تعاونت معنا لتمكين المؤسسة من أداء دورها وتحقيق أهدافها.
وأرحب بمبادرة الخريجين لإنشاء "جمعية خريجي مؤسسة محمود عباس"، وانعقاد اجتماعها الأول في بيروت يوم 17 تموز 2025، بهدف استثمار طاقات خريجينا في لبنان، وتوظيف خبراتهم في خدمة المجتمع اللبناني بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص، وتنظيم العمل التطوعي ضمن إطار مؤسسي يعزز حضورهم الوطني والتنموي.
أحيي القائمين على إدارة مؤسسة محمود عباس في لبنان، وجميع فريق العمل، في الوطن ولبنان وما يطرحونه من خطط ورؤى استراتيجية ومتابعة مستمرة ومبادرات اجتماعية وتمكينية وتربوية، تضمن استدامة المؤسسة وتعزز رسالتها النبيلة. ونثمن بهذه المناسبة، الجهات المانحة وكل من يقدم يد العون لرفعة واستدامة عمل هذه المؤسسة لتمكينها من مواصلة الجهود لخدمة ابناء وبنات فلسطين الاعزاء.
الإخوة والأخوات،
أود أن أؤكد على عمق العلاقات الأخوية بين فلسطين ولبنان، وعلى التزامنا بكل ما تعهدنا به خلال زيارتنا الأخيرة. ونقدر عالياً مواقف لبنان في دعم القضية الفلسطينية فخامة الرئيس جوزاف عون، ودولة رئيس الوزراء نواف سلام، ودولة رئيس البرلمان نبيه بري، وجميع القوى والشخصيات اللبنانية الذين دعمونا في أحلك الظروف.
نحن نحرص كل الحرص على أمن لبنان واستقراره وازدهاره، ونجدد موقفنا الثابت بأن اللاجئين في لبنان هم ضيوف لحين عودتهم، وبأن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين هي تحت سيادة الدولة والجيش اللبناني. لقد أكدنا مراراً أن أي سلاح خارج إطار الدولة اللبنانية يضعف لبنان، ويلحق الضرر أيضاً بالقضية الفلسطينية.
إننا نقف إلى جانب لبنان في تنفيذ التزاماته الدولية، وفي الحفاظ على أمنه واستقراره وسيادته، وإن وجودنا في لبنان يجب أن يكون عنصر استقرار، لا عنصر توتير، وأن يبقى مجتمع اللاجئين محصّناً بعيداً عن أي صراعات لا تعنيه ولا تخدم قضيته.
الإخوة والأخوات،
تبقى أولويتنا الملحة اليوم هي وقف إطلاق النار في قطاع غزة بشكل دائم، وإدخال المساعدات الإنسانية لإنهاء حالة التجويع التي تمارسها قوات الاحتلال بهدف تهجير أبناء شعبنا، وهو ما نرفضه قطعياً.
إن دولة فلسطين هي صاحبة الولاية في قطاع غزة، ويجب أن تتولى مسؤولياتها كاملة، مع الانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع، والبدء في عملية إعادة الإعمار، ووقف الاعتداءات المستمرة من قوات الاحتلال والمستعمرين في الضفة الغربية بما فيها القدس على شعبنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية.
لقد تابعنا خلال المؤتمر الدولي للسلام في نيويورك مؤخرا وفي كل دول العالم الإجماع الدولي على مستوى الدول والشعوب، لدعم الشعب الفلسطيني لنيل حريته واستقلاله، في دولته المستقلة ذات السيادة بعاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين.
بناتي وأبنائي،
أنتم اليوم تودّعون مرحلة، وتبدأون مرحلة أخرى أكثر مسؤولية وتحدياً، تذكروا دائماً أن العلم رسالة، وأن خدمة وطنكم واجب، وأن كل نجاح تحققونه هو خطوة إضافية على طريق حرية واستقلال فلسطين.
أوصيكم أن تبقوا أوفياء لشعبكم ولقضيتكم، وأن تواصلوا خدمة بلدكم أينما حللتم، وأن تجعلوا من إنجازكم العلمي منبراً للعطاء والبناء.
أجدد الشكر والتقدير لكل من ساهم في إنجاح مسيرتكم التعليمية، من أهلكم وأساتذتكم، ولقيادة مؤسسة محمود عباس التي أثبتت أنها حاضنة للعلم والإبداع، وعنوان للتضامن الوطني.
ختاماً، أبارك لكم ولأهاليكم هذا النجاح، وأتمنى لكم مستقبلاً مشرقاً مليئاً بالإنجازات، وأدعوكم جميعاً أن ترفعوا راية فلسطين عالية في كل مكان.
ــــ
و.ي/ر.ح، ي.ط