أهم الاخبار
الرئيسية الأسرى
تاريخ النشر: 13/10/2025 11:51 ص

(محدث) الاحتلال يفرج عن 96 معتقلا من "عوفر" في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار

 

رام الله 13-10-2025 وفا- وصل 96 معتقلا محررا من ذوي المؤبدات والأحكام العالية، أفرجت عنهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي، من سجن "عوفر" غرب مدينة رام الله، إلى قصر رام الله الثقافي في بيتونيا، في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

وأفادت مصادر محلية، بأن حافلتين ومركبة إسعاف تابعة للصليب الأحمر الدولي، أقلت المعتقلين المحررين من سجن "عوفر" إلى قصر رام الله الثقافي، حيث كان مئات من ذويهم في انتظارهم.

الصليب الأحمر أبلغ وزارة الصحة أن عددا كبيرا من الأسرى المفرج عنهم من كبار السن ويعانون أوضاعا صحية صعبة، إضافة إلى إصابة عدد منهم بأمراض جلدية بفعل الإهمال الطبي المتعمد بحقهم.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قد اقتحمت بلدة بيتونيا، وأطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، باتجاه الصحفيين والأهالي في محيط سجن عوفر.

 

وفي السياق، قال الأسير المحرر سامر الحلبية من بلدة أبو ديس جنوب شرق القدس المحتلة، والمحكوم 32 عاما، أمضى منها 10 أعوام، إن الفرحة اليوم كبيرة جدا، خاصة عندما يلتقي الأسير بأهله وعائلته، ولكن تبقى هناك غصة في القلب، كوننا تركنا خلفنا رفاقا خلف القضبان ينتظرون لحظة الإفراج عنهم.

وأضاف: أن كل ما دونه التاريخ وما قرأناه عن الفظائع التي قامت بها النازية في الماضي، تجري اليوم على أيدي قوات الاحتلال داخل المعتقلات، من شبح، وتعذيب، وضرب، وحرمان من الدواء، وملابس، والأكل، وهناك أسرى كُسرت أطرافهم وأرجلهم، وتُركوا ينزفون حتى الموت.

وقال إن معظم الأسرى يعانون أوضاعا صحية صعبة، وكلهم يشتكون الألم والجوع، ما تسبب في نقص في الوزن بشكل كبير وملحوظ..

أما الأسير المحرر سالم العيد من زيتا بمحافظة طولكرم، والمحكوم مؤبدا، وأمضى 21 عاما، فعلق على ظروف الأسر الصعبة التي مر بها، حيث الأقسام مغلقة على بعضها البعض، ولا أخبار ولا معلومات تصل إليهم، إضافة إلى منع الزيارات منذ أعوام.

وقال إن "رحلة السجن كلها رحلة عذاب، حيث نقص الأكل والدواء والشراب والحضن الدافئ.. ولا وسادة تضع رأسك عليها، وكل لحظة هناك اقتحام وتنكيل من قوات القمع الإسرائيلية".

واستذكر العيد لحظة اعتقاله في عام 2004، إذ تعرض خلالها لتحقيق قاسٍ في تحقيق "الجلمة" لمدة 95 يوماً.

وأضاف: "تلقيت خبر الإفراج عني يوم الجمعة الماضية، ولم أصدق الأمر، وكانت فرحتي كبيرة، لا يتصورها عقل، خاصة بعدما أمضيت سنوات عدة داخل السجون، وها أنا اليوم بين أهلي وأحبائي".

وقال الأسير محمد أحمد الخطيب من بلدة دار صلاح شرق بيت لحم، والمحكوم مؤبدا و20 عاما، قضى منها 20 عاما، إننا تعرضنا لضغوطات كثيرة، ولكل أشكال العنف، خاصة في اللحظات الأخيرة للإفراج، لكن نبقى نحن شعب الجبارين، ولدينا القوة والعزيمة للصمود، وبفضل الله تمكنت من استكمال الدراسة، والحصول على البكالوريوس والماجستير.

وأوضح أن ما يجري بحق المعتقلين داخل السجون لا يقارن بما جرى في قطاع غزة من حرب إبادة جماعية، ونحن نستمد قوتنا من أهل غزة، ونرفع رأسنا بهم.

بينما قال الأسير كمال أبو شنب من طولكرم الذي أمضى 19 عاما، وهو محكوم بالسجن مدى الحياة، "إن عذابات الأسر خلال الأعوام الماضية، لا تقارن بما جرى خلال العامين الماضيين، حيث الضرب والشبح والتنكيل".

واحتشد منذ الصباح الباكر، مئات المواطنين وذوو المعتقلين في ساحة متحف محمود درويش بمدينة رام الله، لاستقبال الأسرى الذين تم الإفراج عنهم من سجن عوفر، رافعين العلم الفلسطيني.

وعبر بسام نجل الأسير هاني الزير (53 عاما) من بلدة دورا جنوب الخليل عن مشاعره المختلطة بالإفراج عن والده، وقال: "تلقينا الخبر أمس من أحد الأقارب يفيد بأن والدي سيفرج عنه اليوم بعد حرمان دام أكثر من 25 عاما، إذ اعتُقل في 25 حزيران/ يوليو عام 2002، وكان عمري 3 سنوات حينها.

وقال: "عانت العائلة كثيرا في ظل غياب السند الحقيقي عن البيت، وكانت الحياة صعبة جدا، وألقى غيابه على أمي مسؤولية كبيرة في تربيتنا وتخطي كل الصعوبات بمفردها بكل قوة وعزم.

وذكر الوزير أن والده ذاق صنوفا من العذاب والقهر خلال فترة أسره، ما تسبب في كسر في قدمه وإصابته بالشقيقة، وضعف عضلات القلب، وضيق التنفس، نتيجة تراكم السوائل على الرئتين.

في حين بقيت نداء شقيقة الأسير نذير دار أحمد من قرية عبوين شمال غرب رام الله، تنتظر عند مدخل قصر رام الله الثقافي، اللحظة التي تصل فيها الحافلات لتحتضنه، خاصة أن العائلة ذاقت الأمرين بعد اعتقاله وإصابته.

وعبرت نداء عن فرحتها بالإفراج عن شقيقها، حيث حُرمت من زيارته ورؤيته على مدار سنوات اعتقاله، وتقول: كنا ننتظر اللحظة التي نراها فيها بعد إصابته الخطيرة برصاص الاحتلال، ونطمئن عليه، وأنه بخير وبصحة جيدة.

وذكرت أن شقيقها معتقل منذ تاريخ 8/5/2022، وقد أصيب عند باب العمود، أثناء الاعتقال بـ25 رصاصة موزعة في الأمعاء والبطن والقولون، ويعاني آلاما شديدة تمنعه من الوقوف والمشي أحيانا.

وقالت: "رغم أن هناك غصة في القلب لما آلت إليه الأوضاع، ونظرا للإبادة التي تعرض لها قطاع غزة، وبقاء رفقاء شقيقي في الأسير، فإن فرحتنا اليوم كبيرة بتحرره".

بدورها، قالت محافظ محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام: "إننا في محافظة رام الله رتبنا استقبال الأهالي وأمّنّا مبيتهم وكل احتياجاتهم، مشددة على أن يكون هناك كلمة حق لكل العالم بأن فلسطين تستحق الحرية، والسلام الذي يليق بها، وليس السلام المفروض عليها من جهات تعتبر نفسها قوى عظمى".

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قد أعلنت صباح اليوم، تسلمها المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة على دفعتين وعددهم 20، وسلّمتهم إلى سلطات الاحتلال.

وبحسب المرحلة الأولى من الخطة، سيتم إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين الأحياء في قطاع غزة، مقابل أن تفرج سلطات الاحتلال عن 250 معتقلا من سجونها من أصحاب المحكوميات العالية والمؤبدات، 96 من سجن "عوفر" غرب مدينة رام الله، و154 من سجن "وكتسيعوت" في النقب، وسيتم نقلهم إلى قطاع غزة قبل أن يتم إبعاد أغلبيتهم إلى جمهورية مصر العربية، إضافة إلى 1718 معتقلا من قطاع غزة اعتُقلوا عقب بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، قد منعت أمس الأحد، سفر نحو 100 من أقارب المعتقلين ممن سيطلق سراحهم اليوم الاثنين وسيبعدون إلى خارج فلسطين.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد أعلن في التاسع من الشهر الجاري، التوصل إلى اتفاق لتنفيذ المرحلة الأولى من خطته لتحقيق السلام في الشرق الأوسط التي أعلنها في التاسع والعشرين من أيلول/ سبتمبر الماضي، ويقضي بإنهاء الحرب على قطاع غزّة، وانسحاب الاحتلال منه، ودخول المساعدات الإنسانية، وتبادل الأسرى.

وبحسب مؤسسات الأسرى، يتجاوز عدد المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، 11 ألف معتقل، يعانون أوضاعا وظروفا كارثية تشمل التعذيب والتجويع والإهمال الطبي الممنهج، ما أدى إلى استشهاد عدد منهم في الأسر.

فيما بلغ عدد المعتقلين المحكومين بالسجن المؤبد 350، ومن تقدمت بحقهم لوائح اتهام تمهيدا لإصدار أحكام بالسجن المؤبد 40، وعدد الأسيرات 53، بينهن ثلاث من غزة، وطفلتان، والأطفال الأسرى نحو 400 يقبعون في سجني (عوفر، ومجدو)، فيما بلغ عدد المعتقلين الموقوفين -دون محاكمة-، نحو 3380، حتى شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.

ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، أدت إلى استشهاد أكثر من 67.806، وإصابة ما يزيد على 170 ألفا آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، ومجاعة أزهقت أرواح 463 مواطنا بينهم 157 طفلا.

ـــــ

أ.أ/م.ج

 

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا