- الأشغال العامة والإسكان تحدد 294 موقعاً للإيواء ضمن خطة التعافي المبكر
- التربية والتعليم العالي تقيّم 500 نقطة تعليمية وتستعد لإعادة تأهيل المدارس
- سلطة المياه: تشغيل محطات تحلية متنقلة لتغطية العجز المائي في غزة
- القطاع الصحي في غزة فقد أكثر من 1700 كادر طبي خلال العدوان ويواجه أزمة حادة في الخدمات
رام الله 13-10-2025 وفا- أكدت رئيسة غرفة العمليات الحكومية للتدخلات الطارئة في المحافظات الجنوبية، سماح حمد، أن حجم الدمار في قطاع غزة غير مسبوق في التاريخ، وأن المواطنين عاشوا معاناة قاسية من الفقد والتشريد وانعدام الأمن.
واستهلت حمد، اجتماع غرفة العمليات الحكومية، اليوم الاثنين، بالترحم على شهداء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ عامين، متمنية الشفاء العاجل للجرحى، والعودة الآمنة للنازحين إلى أماكنهم الأصلية.
وشددت حمد على أهمية التكاتف الاجتماعي والوحدة الوطنية في هذه المرحلة الحساسة، قائلة: "هذا هو وقت العمل الحقيقي، بيدٍ واحدة، من أجل إغاثة ومساعدة أهلنا في قطاع غزة وتعزيز السلم المجتمعي".
وأكدت، ضرورة تعزيز التنسيق بين الشركاء كافة، مشيرة إلى أن غرفة العمليات واصلت خلال المرحلة الماضية تنفيذ خطة الحكومة الفلسطينية للتعافي المبكر، وصولاً إلى إعادة الإعمار.
وأضافت، أن الأولوية الحالية تتمثل في إيواء المواطنين وتوفير الخدمات الأساسية لهم، شاكرة المؤسسات الأممية والدولية على جهودها الإنسانية، ومؤكدة الحاجة إلى مضاعفة هذه الجهود في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع.
تحديثات المؤسسات الحكومية
قدمت وزارة الأشغال العامة والإسكان مخططات لمراكز الإيواء المقترحة بالتعاون مع المؤسسات الشريكة، إلى جانب تقييم شامل للمباني والمنشآت المهدمة.
وأشارت الوزارة إلى أن أكثر من 350 ألف وحدة سكنية تضررت، منها 55 ألف وحدة بشكل جزئي، وتم تحديد 294 موقعاً بمساحة إجمالية تبلغ 14,659 دونماً كمواقع مخصصة للإيواء.
كما تشمل الخطة آلية لإزالة الركام وفتح الطرق لتسهيل الوصول إلى السكان ومراكز الخدمات، حيث جرى تحديد 10 مواقع لتخزين الركام وتدويره لاحقاً، إلى جانب تقييم المباني الآيلة للسقوط، والتخلص الآمن من المقذوفات غير المنفجرة، ونقل رفات الشهداء بالتنسيق مع الجهات المختصة.
تجري حالياً أعمال إزالة الركام في مناطق عدة بمحافظتي غزة وخان يونس، إلى جانب العمل على فتح شارع صلاح الدين في مقطعين من القرارة حتى وادي غزة، ومن مفترق المطاحن حتى دوار بني سهيلا.
قطاع التعليم
تقوم وزارة التربية والتعليم بتقييم واقع 500 نقطة تعليمية والعمل على زيادتها، مع استمرار التعليم عن بُعد، وحصر الأضرار في الأبنية المدرسية، وتوفير القرطاسية والحقائب للطلبة.
كما تعمل الوزارة على نقل النازحين من المدارس وتأهيلها، ودراسة احتياجات الكوادر التعليمية، إلى جانب إعداد برامج توعوية وإرشادية للعاملين في الميدان التربوي.
قطاع المياه والصرف الصحي
تركّز تدخلات سلطة المياه في مرحلة التعافي المبكر على إعادة الحد الأدنى من خدمات المياه والصرف الصحي بشكل عاجل، لتخفيف معاناة السكان والنازحين.
وتشمل الجهود تشغيل محطات تحلية متنقلة، ونقل المياه بالصهاريج إلى التجمعات المتضررة، ومعالجة الأعطال الفنية، وصيانة خطوط نقل مياه "مكروت"، وتشغيل الآبار المتضررة جزئياً، وتوفير مضخات متنقلة للصرف الصحي.
القطاع الصحي
فقد القطاع الصحي خلال العدوان أكثر من 1700 من الكوادر الطبية، بينهم 150 استشاريًا. وتفتقد مدينة غزة حالياً لمستشفى مخصص للأطفال، ما يستدعي توفير عيادات متنقلة، وتعزيز خدمات الإسعاف والنقل الطبي، وإدخال شحنات عاجلة من الأدوية والمستلزمات بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى جانب إجراء حصر شامل للأضرار في المرافق الصحية.
المساعدات الإنسانية والمعابر
استعرض ممثلو غرفة العمليات أوضاع المساعدات الإنسانية وآليات توزيعها عبر المؤسسات المحلية، مؤكدين الحاجة الملحّة لفتح المعابر وإدخال مواد الإغاثة، خاصة مواد الإيواء.
وأشار ممثلو الغرفة من داخل القطاع إلى أن حركة المعابر ما زالت محدودة، إذ لم يتجاوز عدد الشاحنات التي دخلت حتى الأمس 230 شاحنة، و3 شاحنات محملة بغاز الطهي.
وأوضحوا أن حجم الدمار هائل، وأن مدينة غزة تفتقد لمظاهر الحياة، فيما يعاني السكان من نقص حاد في الخيام، والمياه، والكهرباء، والسيولة المالية، رغم انخفاض أسعار السلع.
وأكدوا أن المواطنين مصممين على العودة إلى منازلهم رغم الظروف القاسية واقتراب فصل الشتاء، مشيرين إلى صعوبة الوصول إلى الأراضي الزراعية بسبب تراكم الركام، وهو ما يعيق إنعاش هذا القطاع الحيوي الذي يُعد سلة الغذاء لغزة.
واختتم ممثلو الغرفة بالقول إنهم في أمسّ الحاجة إلى الدعم النفسي والاجتماعي لهم ولعائلاتهم، بعد ما خلفه العدوان من صدمات ومعاناة إنسانية عميقة.
ـــــ
ع.ف