رام الله 22-10-2025 وفا- انطلقت، اليوم الأربعاء، فعاليات المنتدى الوطني العاشر "الإبداع من الوطن إلى العالم-نحو منظومة إبداع عابرة للحدود"، الذي ينظمه المجلس الأعلى للإبداع والتميز.
وكان رئيس دولة فلسطين محمود عباس قد افتتح فعاليات المنتدى في مقر المكتبة الوطنية في بلدة سردا شمال رام الله، وقال الرئيس، إن الإبداع والتميز سمة أصيلة في مسيرة الشعب الفلسطيني، وليسا أمرا جديدا، مشيرا إلى أن جذورهما تمتد منذ انطلاق الثورة الفلسطينية عام 1965.
وتجول الرئيس في أجنحة المعرض الوطني للإبداع، الذي يضم أكثر من 127 جناحا تمثل الجامعات الفلسطينية والشركات الناشئة والمبادرات الشبابية ومشاريع الطلبة، إلى جانب المؤسسات الداعمة للتميز والإبداع.
ويتضمن المنتدى الذي يتواصل على مدار يومين، معرضا إبداعيا في المكتبة الوطنية في سردا، وجلسات حوارية تجمع خبراء وصنّاع قرار في الحديقة التكنولوجية في بيرزيت.
وقال وزير الاتصالات والاقتصاد الرقمي عبد الرزاق النتشة، في كلمة نيابة عن الرئيس، يسعدني أن أنقل إليكم تحيات الرئيس محمود عباس، واعتزازه الكبير بالإنجازات التي حققها مجلس الإبداع والتميز، ويسرني أن أقدم إليكم رسالته في هذا اليوم الوطني الذي نحتفي فيه بالابتكار والإبداع، ونؤكد فيه أن فلسطين، رغم الجراح، ماضية في طريقها نحو المستقبل.
وأضاف، أن غزة لا تزال جريحة تلملم آثار العدوان، ومع ذلك تدهشنا دائما بصمودها، وبإصرارها، وبقدرتها على الحياة من قلب الألم.
وتابع: "قد قال الرئيس في كلمته الموجهة إلى هذا اليوم، إن وقف إطلاق النار في غزة ليس نهاية مرحلة، بل بداية مسار جديد للبناء وإعادة الإعمار بروح وطنية حديثة، قائمة على العلم والتكنولوجيا والابتكار".
وأضاف، أن رئيس الحكومة وجه إلي أن تكون الرقمنة والتحول الذكي حجر الأساس لبناء اقتصاد فلسطيني جديد، اقتصاد يقوم على المعرفة، ويستثمر في العقول ويمنح الأمل للأجيال الشابة.
ونوه إلى أنه في هذا الإطار، تسير الوزارة بتوجيهات ورؤية رئيس الوزراء، الذي أكلف بنقل تحياته وتمنياته لمؤتمركم هذا بالنجاح، في تنفيذ مجموعة من المشاريع الوطنية الكبرى، بدعم من الحكومة والقطاع الخاص، وبالتعاون مع جميع الشركاء من المؤسسات الوطنية.
وتابع، أن الرئيس يؤمن بأن الابتكار هو طاقتنا الوطنية المتجددة، وبأن الشباب الفلسطيني هو رأس المال الحقيقي لبناء المستقبل، ولهذا تعمل الحكومة على إطلاق برامج وطنية لتمكين الرياديين والمبدعين، وربط الجامعات بالقطاع الخاص، وتطوير مهارات الشباب في البرمجة والذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال الرقمية.
وأدرف، "نحن نعمل مع شركائنا في الداخل والخارج على تحويل التحديات إلى فرص، والأزمات إلى مساحات للإبداع، واثقين بأن فلسطين، بعقول أبنائها وبناتها، قادرة على أن تكون نموذجا في المنطقة في بناء اقتصاد ذكي يستند إلى التكنولوجيا والمعرفة".
وفي كلمة المكتبة الوطنية قال مدير مؤسسة محمود درويش، فتحي البس في كلمته نيابة عن رئيس المكتبة الوطنية مروان عورتاني، إن الرئيس جعل من الكتابة ميدانا للمنازلة الفكرية والحضارية، وهناك العديد من المؤسسات العملية والابتكارية التي يشرف عليها الرئيس.
وأضاف، أن المعرض ينطلق من رؤية ثاقبة لمقارعة سردية الاحتلال، وتسليط الضوء على الإبداع الفلسطيني، لافتا إلى أنه يمكن رؤية التميز في المعرض والابتكار لطلبة الجامعات والمدارس والشركات الصغيرة من خلال مشاريع تجسد قدرة الأدمغة على الإبداع والتميز، وتحويل الأفكار من أماني وأحلام إلى واقع ملموس ينتقل إلى فلسطين والعالم، ليرى العالم أن فلسطين ما زالت تنبض بالحياة والإبداع.
بدوره، قال رئيس اللجنة التحضيرية للمنتدى بصري صالح، إن العقول الفلسطينية والشباب هم الثروة الحقيقية، وفي الوقت الذي تتعالى فيه أصوات الطائرات يشعل الفلسطيني شمعة في وجه الظلام ويصر أن يكون طالب علم، فالإبداع مقاومة واعية وخيار وجودي.
وأضاف، عندما يتعلم الأطفال في خيام النزوح ويتحول الركام إلى مقاعد للدراسة، تكون ملحمة الإبداع الفلسطينية، ولا يملك الطالب إلا إرادته ليكون شاهدا على الإبداع الفلسطيني.
وبين، أن المؤسسات الفلسطينية تثبت صمودها في مواجهة التحديات، فغزة تبدع وهي تنزف وتنهض من تحت الركام بالإرادة.
وتابع: "نسعى اليوم إلى نقلة نوعية في الريادة في ظل الاحتلال ومحاولات تقييد الوصول إلى المعرفة، مضيفا "انخراطنا في التقدم سيكون نافذتنا إلى العالم، ووسيلة للتحرر المعرفي وفرصة لتعزيز الابتكار وتنمية الإبداع رغم الاحتلال، دون النظر إلى الجغرافيا.
ونوه إلى أن اللجنة التحضيرية هدفت إلى الجمع بين الطاقات الإبداعية في الوطن والمهجر وبين الإبداع والابتكار لتكون نقطة التقاء، موضحا أن الجمع بين الوطن والاغتراب يلهم الأمل في عقول الصغار ويرسخ التعاون من أجل فلسطين، والطريق لتجذير وجودنا في المشهد الفلسطيني.
من جانبه، قال مدير منطقة فلسطين في البنك العربي (الراعي الإستراتيجي) جمال حوراني، "نرى في الإبداع والريادة ركيزة للاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، والإبداع أسلوب تفكير ومنهج عمل".
وأضاف، نحاول تطوير حلول مصرفية مبتكرة، وقد أطلقنا مبادرات لدعم المشاريع الصغيرة وتمكين الشباب وتعزيز موقع البنك.
ولفت إلى أن شعار المنتدى هو رسالة نؤمن بها ليكون الإبداع رسالة أمل، للوصول به من فلسطين إلى العالم بأسره، وهو يجسد قدرتنا على التغيير والإبداع وتحويل التحديات إلى فرص ورفع اسمه عاليا بما يقدمه من إنجازات نوعية.
وفي كلمة أعضاء مجلس إدارة المجلس الأعلى للإبداع والتميز في قطاع غزة، قالوا، نتحدث عن الإبداع الفلسطيني الذي لم تنل منه الحروب بل زادته إصرارا على البناء.
وأردفوا: "من غزة التي خرجت من تحت الركام تحمل قلما وفكرة وابتسامة طفل لا يعرف الانكسار، غزة أصبحت مدرسة في تحويل الألم إلى أمل".
ولفتوا إلى أن هذا النهج الوطني يدل على روح قيادية مسؤولة ومهنية عالية، تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، والإبداع يحتاج إلى منظومة مؤسسية حاضنة تحفظ الحقوق وتؤمن بتكافؤ الفرص، مشددين على أن التحول إلى دولة مؤسسات ضرورة وطنية، ليكون الإبداع منهجا ومواطنة ومسؤولية.
من ناحيته، قال رئيس المجلس الأعلى للإبداع والتميز مستشار الرئيس لشؤون الإبداع عدنان سمارة، إن فلسطين لا تُبنى بالحجارة فقط، بل بالعقول النيرة والابتكار والريادة.
وأضاف، بعد عدوان مرير وهدم للحجر تبرز الحاجة إلى دور الإبداع في إعادة بناء المؤسسات، فالإبداع جناح التنمية المستدامة، لتبقى فلسطين حاضرة في المشهد العالمي من خلال مبادرة المجلس ومشاركاته محليا ودوليا، حيث عزز حضور فلسطين في ميادين البحث والتطوير وريادة الأعمال، وفتح الآفاق أمام شبابنا.
وأشار سمارة إلى أن هذا المنتدى يجسد روح فلسطين والتعاون بين الوطن والخارج وبين القطاع الخاص والمجتمع المدني.
ويسعى المنتدى إلى إبراز الطاقات الفلسطينية الخلّاقة في الداخل والشتات، وتوحيد الجهود نحو بناء منظومة إبداع فلسطينية قادرة على تجاوز الحدود الجغرافية، وتحمل رسالة الأمل والإنجاز إلى العالم.
كما يسعى إلى تسليط الضوء على قصص الصمود والإبداع الفلسطيني التي وُلدت من رحم المعاناة، وإبرازها كنماذج مُلهمة تسهم في بناء رواية فلسطينية مضيئة قادرة على مخاطبة العالم بلغة المعرفة والتميّز.
ويعتمد المعرض، على تجربة تفاعلية مع التكنولوجيا الحديثة، وتقنيات الذكاء الاصطناعي والعرض الرقمي والروبوتات.
كما يعقد المنتدى، 6 جلسات حوارية بمشاركة أكثر من 30 متحدثا من فلسطين والخارج، من بينهم ممثلو مؤسسات أكاديمية وريادية دولية.
وتتمحور الجلسات حول عمق ريادة الأعمال الفلسطينية ومقوماتها، ودور الكفاءات الفلسطينية في الخارج في دعم الإبداع الوطني، والتحول الرقمي والتعليم في فلسطين، والشراكات الدولية وريادة الأعمال العابرة للحدود، والذكاء الاصطناعي كأداة للتنمية.
___
م.ز/ م.ب