"الأونروا" تمتلك القدرة والخبرة لتوزيع المساعدات ودونها لن يكون هناك نظام أو عدالة في توزيع الغذاء والإغاثة داخل غزة
"الأونروا" لا تتبع للقانون الإسرائيلي بل هي مفوضة من الجمعية العامة للأمم المتحدة
القاهرة 28-10-2025 وفا- علي وهيب
أكد المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عدنان أبو حسنة، أن الوكالة تستمد شرعيتها من التفويض الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يُتوقع أن يتم تجديده في ديسمبر المقبل لمدة ثلاث سنوات، وأن الوكالة تمتلك القدرة والخبرة والبنية اللوجستية لتوزيع المساعدات ودونها لن يكون هناك نظام أو عدالة في توزيع الغذاء والإغاثة داخل غزة.
وقال أبو حسنة لوكالة "وفا"، إن العالم أجمع سيُصدم خلال الأيام المقبلة من أعداد الشهداء والجرحى والمفقودين في القطاع التي فاقت 300 ألف، حيث هناك الآلاف من المفقودين تحت ركام المباني ولم يستطع أحد حصرهم حتى اللحظة، وهذه حقيقة صعبة يجب على الجميع أن يدركها في هذا الوقت.
وقال: على الصعيد الشخصي أخبرني بعض الأقارب في القطاع بأن هناك 10 منازل تقريبا دُمرت، وحتى يومنا هذا لم يستطع أحد أن يقترب منها سواء الدفاع المدني أو الصليب الأحمر، وبهذا لم يتم تسجيلهم في وزارة الصحة، بالإضافة إلى أن هناك الآلاف يموتون بالصمت وهم فئة المرضى، خاصة الذين يعانون أوراما، وأمراض الكلى، وسوء التغذية، وتم دفنهم بصمت أيضا داخل الخيام أو حول مراكز الإيواء وسيتم تسجيلهم في وقت لاحق على أنهم من ضحايا هذه الحرب.
وأضاف أبو حسنة، نحن أمام كارثة حقيقية، متسائلا أين ستنقل 60 مليون طن تقريبا من الركام الموجود في غزة؟ وأين المساحة التي ستُنقل إليها تلك الكميات الضخمة؟ والتي ستأخذ وقتا وسنوات طويلة.
وحذر أبو حسنة، من أن أي محاولة لإلغاء "الأونروا" أو تعطيلها ستكون بمثابة حكم بالإعدام على سكان قطاع غزة، مضيفا أن "الأونروا" هي شريان الحياة الوحيد في غزة، وقطع هذا الشريان يعني كارثة على كل المستويات الإنسانية والصحية والتعليمية، فالأونروا لا تتبع للقانون الإسرائيلي بل هي مفوضة من الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأشار، إلى أن العام الدراسي انطلق في القطاع منذ أيام بمشاركة 300 ألف طالب تقريبا معظمهم في نظام التعليم عن بعد، بينما يتلقى 20 ألفا تعليمهم بشكل وجاهي، مشددا على ضرورة استعادة التعليم في غزة الذي يمثل أحد المحاور الأساسية في عمل الوكالة، خاصة بالنسبة إلى الأطفال الذين لم يعرفوا سوى الحرب والنزوح لأكثر من عامين، فجميع الأطفال أينما كانوا يستحقون فرصة التعلم واللعب والحلم مرة أخرى.
وقال إنه تم أيضا افتتاح 3 عيادات جديدة بغزة خلال الأيام الماضية، وتستقبل عياداتها 16 ألف مريض تقريبا يوميا، فمنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر وحتى الآن تجاوز عدد الزيارات الطبية لعيادات "الأونروا" 10 ملايين زيارة، وهذا يعكس حجم الحاجة والدور الحيوي الذي تقوم به الوكالة في ظل انهيار شبه كامل للقطاع الصحي، فهناك نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، بالإضافة إلى إنهاك الطواقم العاملة والحاجة الماسة إلى مستشفيات جديدة وأجهزة بديلة لما تم تدميره، وأن الوضع الصحي في غزة مأساوي بكل المقاييس، فهناك 44 ألف طفل تقريبا دون سن 5 سنوات وأكثر من 55 ألف حامل ومرضع يعانون سوء التغذية، ويحتاجون بشكل عاجل إلى مكملات غذائية.
وأكد أبو حسنة، أن "الأونروا" ليست جمعية خيرية يمكن حلها بقرار سياسي، بل مؤسسة دولية وأممية تعمل بتفويض دولي، ولا يمكن لأي طرف أن يمنعها إلا بالقوة الجبرية، فقرار محكمة العدل الدولية هو أكبر رد على كل الادعاءات والاتهامات. وقال، نحن نجدد مطالبتنا بضرورة محاسبة من قتل موظفي الأونروا في غزة، مضيفا أنه رغم كل التحديات ستواصل الأونروا تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين، لأن غيابها يعني غياب الأمل والحياة في غزة، مشيرا إلى أن الموقف هو موقف سياسي وليس له علاقة على الإطلاق بما تقوم به "الأونروا".
وأوضح أبو حسنة، أن الوكالة تُسلّم كل عام أسماء 33 ألفا تقريبا من موظفي الوكالة في الشرق الأوسط إلى الدول المضيفة، وحتى إسرائيل تأخذ نسخة من الأسماء.
كما أشار إلى أن لدى الوكالة ما يقارب 6000 شاحنة مساعدات جاهزة تكفي سكان القطاع لمدة أكثر من 6 أشهر، بالإضافة إلى مئات آلاف الخيام والمستلزمات الضرورية، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، إلا أن السلطات الإسرائيلية ما زالت تمنع دخولها، وقال: نحن أمام منطقة تم اغتيال الحياة فيها بالكامل وليس فقط فقدان 10% من السكان بين شهيد وجريح ومفقود، بل مدن كاملة تم تدميرها بالكامل مثل رفح وشرق خان يونس وبيت لاهيا وبيت حانون ومخيم جباليا، وأكثر من 80% من مساحة مدينة غزة نفسها دُمرت تدميرا شاملا، وأن أغلب سكان غزة يشربون مياها ملوثة.
ــــــــ
ف.ع


