أهم الاخبار
الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 01/11/2025 06:28 م

"نريد أن نستعيد حياتنا".. أطفال غزة يعودون إلى صفوفهم الدراسية بين الركام


غزة 1-11-2025 وفا- بعد عامين من العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة التي أبعدت أطفال غزة عن مقاعد الدراسة، يعود التلاميذ أخيرًا إلى صفوفهم، محاطين بالدمار – لكنهم مصممون على التعلم.

وقالت الطالبة شام العبد لموقع أخبار "الأمم المتحدة": "ما نحتاجه الآن هو الدفاتر والكتب والأقلام. نريد أن نستعيد حياتنا".

تدرس شام الآن في مدرسة دير البلح الأساسية المشتركة التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

ورغم الأثاث القديم وقلة الرسومات التي تزيّن جدران الصفوف في المدرسة، إلا أن حماس الأطفال للعودة إلى مقاعد الدراسة بعد أشهر قضوها في مراكز الإيواء ومخيمات النزوح هربًا من القصف الإسرائيلي، لا يزال قويًا.

وتحدثت زميلتها في الصف، أسيل اللوح، بحماس عن شعورها قائلة: "نريد أن نتعلم ونلعب، وأن ندرس كل المواد كما كنا من قبل. الآن ندرس فقط العربية والإنجليزية والرياضيات".

محاولة لاستعادة الحياة الطبيعية

بعد وقف إطلاق النار في غزة، تعمل الأونروا على إعادة الشعور بالحياة الطبيعية في المدارس التي كانت تُستخدم سابقًا كمراكز إيواء للنازحين.

وأعلن المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، أن الوكالة توسّع برنامجها "العودة إلى التعلم" في غزة، لتوفير التعليم الوجاهي والتعليم عبر الإنترنت معًا.

وفي مدرسة دير البلح الأساسية المشتركة، ما تزال علامات التحوّل من مركز إيواء إلى مدرسة واضحة؛ إذ لا تزال عائلات نازحة تطهو الطعام في الممرات، بينما لا تزال الخيام منتشرة في ساحة المدرسة.

وقالت الطالبة شهد البحيصي إنها عندما عادت إلى دير البلح "وجدت المنطقة مدمّرة"، مضيفة أن "الكثير من النازحين ما زالوا هناك".

ورغم ذلك، تبدو شهد مصمّمة على مواصلة دراستها.

بعض الصفوف لا تزال تفتقر إلى المقاعد الكافية، وأرضياتها مغطاة بالأغطية والفرشات البلاستيكية، ومع ذلك يسطع الحماس والإصرار في وجوه الطلبة.

فرصة للحياة والكرامة والتعليم

وقالت المتحدثة باسم الأونروا، إيناس حمدان، إن "أكثر من 62 ألف طالب استفادوا حتى الآن من خدمات التعليم المؤقت من خلال الأنشطة التعليمية الأساسية منذ انطلاقها في الأول من آب/أغسطس 2024".

وأضافت، أن مدرسة دير البلح هي واحدة من المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء، لكن الأونروا تواصل فتح مساحات تعليمية مؤقتة إضافية، إلى جانب تقديم خدمات التعليم عن بُعد لنحو 300 ألف طالب في غزة، بمساهمة نحو 8 آلاف معلم يعملون على إيصال هذه الخدمات لأطفال غزة الذين عانوا ويلات الحرب.

وأكدت حمدان أن الأطفال، أينما وجدوا، "يستحقون فرصة للحياة والكرامة والتعليم".

ورغم الدمار الذي خلّفته الحرب، تتردد من جديد أصوات وضحكات الأطفال في أروقة مدرسة دير البلح.

وحسب وزارة التربية والتعليم العالي، فإن الاحتلال دمر أكثر من 179 مدرسة حكومية بالكامل، و118 مدرسة حكومية تعرضت لقصف وتخريب، وأكثر من 100 مدرسة تابعة للأونروا تعرضت لقصف وتخريب، فيما تعرضت 20 مؤسسة تعليم عالٍ لأضرار بالغة، وجرى تدمير أكثر من 63 مبنى تابعا للجامعات بشكل كامل.

وسجلت الوزارة استشهاد أكثر من 18069 من طلبة المدارس وجرح أكثر من 26391 آخرين، واستشهاد أكثر من 1319 من طلبة الجامعات وجرح أكثر من 2809 آخرين منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة وحتى 30 أيلول/سبتمبر الماضي، فيما استُشهد 1016 من الكوادر التعليمية في المدارس والجامعات وجُرح أكثر من 4667 كادرا.

وقالت الوزارة، إن 30 مدرسة في غزة بطلبتها ومعلميها أزيلت من السجل التعليمي.

وحرم أكثر من 630 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة من حقهم في التعليم منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عدا عن عشرات الآلاف الذين بلغوا سن الالتحاق برياض الأطفال.

ورغم التحديات الجسيمة، عقدت وزارة التربية والتعليم العالي، امتحان الثانوية العامة لطلبة قطاع غزة من مواليد 2006 و2007 الكترونيا، وذلك بعد أن تسببت حرب الإبادة في حرمانهم من التقدم للامتحان. كما عملت الوزارة على افتتاح مدارس افتراضية، إلى جانب توفير مساحات تعليمية وجاهية.

ــــ

ع.ف

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا