رام الله 18-11-2025 وفا- نظّم مركز بيلار لإدارة الأزمات والبحث العلمي والتحكيم الدولي الندوة العلمية الدولية الحوارية بعنوان "المرأة العربية: صوت العصر لا صداه"، بمشاركة إعلامية وأكاديمية عربية قدّمت رؤى نقدية عميقة حول واقع المرأة العربية وصورتها ودورها في الفضاء العام.
وتناولت الندوة التي استضافت الإعلامية منتهى الرمحي، والسياسي والوزير السابق عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" صبري صيدم إشكاليات التنميط، والتمثيل السياسي وحضور المرأة في الإعلام إلى جانب تحديات العنف الرقمي ودور المؤسسات في دعم قدراتها والاعتراف بمكانتها.
وأدلى صيدم خلال الندوة بمقاربة جريئة ومتقدمة لواقع المرأة العربية، مشددا على ضرورة أن يتحوّل الحديث عن المرأة من خطاب عاطفي إلى معركة فعلية لاستعادة الحقوق، معتبرا أنّ أي نقاش حول المرأة العربية يجب ألا يبقى "طلقة في الهواء"، بل يجب أن يشكّل منطلقًا حقيقيًا لتفعيل مسار التمكين، وفتح معركة الوعي ضد الإقصاء الهيكلي والتنميط والإقصاء.
واعتبر صيدم أنّ نضالات المرأة العربية تستحق إعادة قراءة، مشيرا بشكل خاص إلى المرأة الفلسطينية التي تخوض معركة مركّبة قوامها مقاومة الاحتلال ومواجهة العنف والصمود الاجتماعي وصناعة حضور فاعل رغم محدودية الفرص مشيرا في هذا الإطار الى أن الاعتراف بإنجازات النساء ليس عملية احتفالية، بل واجب معرفي وسياسي وأخلاقي، مشددا على أن أي إصلاح اجتماعي حقيقي يبدأ من الاعتراف بإسهام المرأة في التنمية والقيادة وصناعة الوعي.
من جانبها، قدّمت الإعلامية القديرة منتهى الرمحي مداخلة تناولت فيها صورة المرأة العربية في الإعلام، مؤكدة أن التحدي الحقيقي ليس في الظهور بل في التأثير.
وقالت الرمحي إن المرأة الإعلامية العربية استطاعت خلال العقدين الماضيين أن تفرض حضورها، لكن الطريق ما يزال طويلًا نحو بناء فضاء إعلامي يعكس قدراتها بعيدًا عن التنميط والتأطير السطحي.
وأشارت إلى أنّ بعض المؤسسات الإعلامية العربية ما زالت تتعامل مع المرأة بوصفها "واجهة جمالية" لا "صوتًا معرفيًا"، وهو ما يحد من استقلاليتها المهنية ويقلل من قيمة مشاركتها في صناعة الرأي العام وتبوئها المناصب الإدارية العليا في المؤسسات الإعلامية، مشددة على أن المعركة المطلوبة هي معركة انتزاع الحقوق لا الفوز بالمناصب.
وذكّرت الرمحي أن نجاح المرأة العربية في الإعلام ليس حدثا عابرا، بل تجربة تراكمية يجب أن تُقرأ ضمن سياق التطور المهني والقدرة على صناعة السرديات وتوجيه النقاش العام.
وشارك في الندوة كل من نيرمين ماجد مديرة مركز بيلير، والأكاديمية والباحثة في شؤون المرأة ومديرة مركز بحوث الإعلام في تونس حميدة البور، ومديرة مركز دراسات المرأة في جامعة بغداد عذراء إسماعيل، والإعلامية المصرية لبنى الخولي، والإعلامي السوري رامي حسن.
وشهدت الندوة الإلكترونية والتي أدارها الإعلامي عمر الفاروق النخال وتولت ترجمة لغة الإشارة خلالها ختام علي صالح، وشهدت مداخلات تناولت تحوّلات صورة المرأة العربية ما بين الإعلام التقليدي والرقمي مؤكدة ضرورة حضور المرأة في مواقع صناعة القرار السياسي والمجتمعي ووقف العنف الرقمي والتنمّر الإلكتروني الواقع على النساء وتأثيره على الوعي العام مطلقة دعوات إلى تمكين المرأة في مجالات الإعلام وريادة المحتوى.
ــــــ
م.ع


