برازيليا 18-11-2025 وفا- أكدت دولة فلسطين ممثلة في القائم بأعمال رئيس سلطة جودة البيئة أحمد أبو ظاهر، خلال مؤتمر الأطراف الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP30)، أن الاحتلال الإسرائيلي وما خلّفه من حرب إبادة جماعية وبيئية على قطاع غزة يشكلان أبرز التحديات التي تفاقم آثار تغيّر المناخ على الشعب الفلسطيني وبيئته.
وأوضح في كلمته أن مشاركة فلسطين تأتي بعد عامين من حرب الإبادة التي تعرض لها قطاع غزة، والتي أدت إلى تدمير نحو 85% من الأراضي الزراعية وتسوية معظم المباني بالأرض، ما خلّف أكثر من 60 مليون طن من الركام المختلط بالنفايات الخطرة والمواد الكيماوية والبقايا البشرية والمواد غير المتفجرة.
وأشار إلى الدمار الواسع الذي لحق بالبنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والجامعات، إضافة إلى تدهور البيئة البحرية والساحل، والانبعاثات الهائلة لغازات الدفيئة التي تمتد آثارها إلى الإقليم والعالم بأسره.
وتطرق أبو ظاهر إلى استمرار الاحتلال في تقطيع أوصال الضفة الغربية والاستيلاء على الأراضي عبر التوسع الاستعماري غير الشرعي ونصب الحواجز على مداخل المدن والبلدات، ما يزيد من الانبعاثات ويحوّل حياة الفلسطينيين إلى معاناة يومية تهدف إلى تقويض فرص السلام وإنهاء حل الدولتين.
وأكد أن الصمود هو رسالة دولة فلسطين وشعبها في مواجهة الاحتلال وتغير المناخ معا، لافتا إلى أن العالم لا يزال بعيدا عن بذل الجهد الكافي لتحقيق أهداف اتفاق باريس والحد من الانبعاثات العالمية.
وأشار أبو ظاهر أن فلسطين تعمل حاليا على تحديث تقرير المساهمات المحددة وطنيا الثالث ليكون طموحا قدر الإمكان، بشرط توفر التمويل، إلى جانب مواصلة تطوير التشريعات البيئية وتعزيز البناء المؤسسي وتوطين العمل المناخي.
كما لفت إلى إنجاز الاستراتيجية الوطنية عبر القطاعية للبيئة 2025–2027، والاستراتيجية الوطنية للتنوع الحيوي، مؤكدا التزام فلسطين بالعمل في إطار الاتفاقية الإطارية واتفاق باريس، رغم التحديات الجسيمة التي تواجهها.
وشدد على أن عمليات إعادة الإعمار في قطاع غزة ستراعي خفض انبعاثات غازات الدفيئة إلى الحد الأدنى، وتعزيز القدرة على التكيف مع آثار تغير المناخ في فلسطين والمنطقة.
ودعا أبو ظاهر، الدول المشاركة إلى تكثيف الدعم وتمويل إعادة الإعمار، بما يضمن حق الأطفال الفلسطينيين في العيش في بيئة سليمة، قائلا إن مؤتمر COP30 هو "مؤتمر التنفيذ ومؤتمر الحقيقة"، وعلى العالم أن يثبت التزامه تجاه الشعوب الأكثر تضررا من تغيّر المناخ.
وأعرب عن شكره وتقديره لرئيس وحكومة جمهورية البرازيل الاتحادية الصديقة على حسن الاستقبال والضيافة للوفود المشاركة، متمنيا للمؤتمر النجاح في تحقيق أهدافه المناخية العالمية وتعزيز العمل المشترك لمواجهة التغير المناخي.
ــــــ
م.ع


