القاهرة 19-4-2025 وفا- شاركت دولة فلسطين، اليوم السبت، في أعمال الدورة الـ51 لمؤتمر العمل العربي، الذي يُعقد تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بمشاركة 440 ممثلا وممثلة من 21 دولة عربية، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ومدير عام منظمة العمل الدولية فايز المطيري، وممثلين عن المنظمات العربية والإقليمية، وعدد من السفراء والشخصيات البارزة في جمهورية مصر العربية.
وترأست وزيرة العمل إيناس العطاري وفد دولة فلسطين المشارك في المؤتمر، وضم الوفد مستشارة الوزيرة دانا إسماعيل، والسكرتير الثالث في مندوبية فلسطين لدى جامعة الدول العربية ماهر مسعود، إلى جانب وفد رسمي يمثل النقابات وأصحاب العمل، يضم رئيس اتحاد الغرف التجارية الزراعية عبده إدريس، والأمين العام للاتحاد العام لنقابات العمال شاهر سعد.
ويناقش المؤتمر، على مدار ستة أيام، عددا من الموضوعات، أبرزها "التنويع الاقتصادي كمسار للتنمية: الاقتصادات الواعدة في الدول العربية"، والسياسات الاجتماعية الشاملة ودورها في الحد من الفقر وتعزيز الاندماج الاقتصادي، وأهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في دعم سياسات التنويع، إضافة إلى التحديات المرتبطة بالرقمنة في الدول الأعضاء.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، قال أبو الغيط، إن الشعب الفلسطيني لا يزال يتعرض لحرب إبادة تهدف إلى نزعه من أرضه وسلخه من وطنه، معربا عن تقديره لمنظمتي العمل الدولية والعربية على جهودهما المشتركة التي أفضت إلى حصول فلسطين على صفة "دولة مراقب" في منظمة العمل الدولية في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وأضاف: "نأمل أن تتواصل الجهود لاعتماد القرار خلال مؤتمر العمل الدولي المزمع عقده في حزيران/ يونيو المقبل، وهو القرار الذي سيمنح فلسطين للمرة الأولى حق المشاركة الكاملة في جميع هياكل منظمة العمل الدولية، حيث ستشارك فلسطين هذا العام بوفد رسمي ثلاثي يمثل الحكومة والعمال وأصحاب العمل".
كما تطرق الأمين العام إلى الأوضاع الاقتصادية العالمية، معتبرا أن ما يشهده العالم حاليا من تطورات متسارعة وغير مسبوقة قد جعل من انعدام اليقين سمة بارزة، ومن كسر القواعد قاعدة، ومن التغيير السريع سمة غالبة على الاقتصاد العالمي.
من جانبها، استعرضت العطاري الأوضاع الكارثية في فلسطين، لاسيما ما يتعرض له قطاع العمل من انتهاكات جسيمة، والآثار المدمرة للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، إلى جانب أوضاع العمال داخل أراضي عام 1948 الذين تم تسريحهم قسرا من أماكن عملهم.
وطالبت العطاري بضرورة دعم دولة فلسطين من خلال توفير التمويل اللازم لتنفيذ برامج ومشاريع تسهم في دعم قطاع العمل وتعزيز صمود العمال.
من جهته، أوضح المطيري، أن انعقاد المؤتمر يتزامن مع الذكرى الـ60 لتأسيس المنظمة، والذكرى الـ80 لإنشاء جامعة الدول العربية، مشيرا إلى أن الجلسة الافتتاحية ستشهد تكريم 25 شخصية من رواد العمل العربي، تقديرا لإسهاماتهم البارزة في خدمة قضايا العمل والتنمية.
وأشار المطيري إلى أن المؤتمر سيناقش تقارير حول أنشطة المنظمة ومجلس إدارتها، واللجان المعنية بالحريات النقابية والخبراء القانونيين، وشؤون عمل المرأة، ولجنة تطبيق الاتفاقيات والتوصيات، مؤكدا أن هذه الدورة تعد منبرا عربيا رفيع المستوى للحوار والشراكة الثلاثية نحو تنمية مستدامة وتعزيز العمل اللائق في ظل التحديات المتسارعة التي تواجه الدول العربية.
ودعا وسائل الإعلام إلى مواكبة فعاليات المؤتمر، مشيدا بدور الإعلام المهني في نقل الرسائل الهادفة وتوسيع أثر الحدث.
وفي السياق ذاته، أدان المشاركون في المؤتمر الاعتداءات والممارسات اللاإنسانية التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق العمال والشعب الفلسطيني، والتي تعد انتهاكا صارخا لكافة المواثيق والمعايير الدولية والعربية المتعلقة بحقوق الإنسان والحريات النقابية.
وأكد المشاركون ضرورة دعم حقوق الشعب الفلسطيني، وإبراز قضيته في المحافل الدولية، ورفض جميع محاولات التهجير القسري، والتأكيد على حقه في إقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، داعين إلى تقديم شكاوى ضد ممارسات الاحتلال أمام منظمة العمل الدولية، وضرورة تنفيذ قرار الدورة الـ50 لمؤتمر العمل العربي بشأن دعم صندوق مساعدة العمال وأصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة المتضررين من العدوان على قطاع غزة.
ـــــ
ع.و/ م.ع