نيويورك 29-11-2021 وفا- عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء اليوم الإثنين، جلسة خاصة في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وقال رئيس دولة فلسطين محمود عباس إنه بعد مرور 30 عاما على مؤتمر مدريد للسلام، نحن على قناعة أكثر من أي وقت مَضى، أن الرعاية الدولية ضرورة لتحقيق السلام.
وأضاف سيادته، في كلمته بهذه المناسبة، التي ألقاها مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، في الجلسة الخاصة، "هناك من يعتقد بأن الوقت لم يحن لإطلاق مبادرات سلام دولية طموحة أو لإحياء عملية السلام بسبب رفض أحد الأطراف، ما يغيب أفق التوصل إلى الحل.
وحذر الرئيس الدول التي تنشئ مكاتب تجارية أو دبلوماسية في القدس ومن عقد اتفاقيات مع المؤسسات التعليمية أو الشركات في المستوطنات أو شراء بضائع منها، لأن جميع هذه الأفعال مخالفة للقانون الدولي من ناحية، وتشجع سلطات الاحتلال الإسرائيلي لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.
وقال: نقول لهذه الدول، أنتم بذلك تزيدون من معاناة شعبنا لأنكم تعمقون وجود الاحتلال على أرضنا، ولا تساهمون في صنع السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.
وحث سيادته الدول التي تؤمن بحل الدولتين وتعترف بإسرائيل أن تقوم أيضاً بالاعتراف بدولة فلسطين.
وأكد الرئيس أن هذه لحظة فارقة، إما أن تنتصر فيها الإرادة الدولية ومعها حل الدولتين، أو يترك حل الدولتين رهينة لإرادة المحتل، وهذا يعتبر تخلياً عن هذا الحل.
وقال: لا يعقل أن ننتظر من المحتل الإسرائيلي الذي يدعم الاستيطان وعنف المستوطنين، ويصر على العدوان ضد شعبنا في القدس، في البلدة القديمة والشيخ الجراح وسلوان، ومن ينتهك المقدسات، ويحاصر شعبنا في قطاع غزة ويقتل وينكل بأسرانا ويحتجز جثامين أبنائنا ويدمر بيوتنا ويهجر أطفالنا، أن يستيقظ يوما ما ويختار السلام في غياب جهد دولي مكثف وجدي يشتمل على خطوات رادعة تضع حدا لهذه السياسات والجرائم.
وتابع سيادته: اليوم أكثر من أي وقت سبق، الخيار واضح وغير قابل للتأويل، كما عبر عنه الرئيس جيمي كارتر، إما السلم أو الابرتهايد. فلن يقبل العالم ابرتهايدا جديدا.
وشدد الرئيس على أن شعبنا لن يقبل بالقهر والظلم، وسيواصل كفاحه المشروع ضد الاحتلال الاستعماري، ولن نتخلى عن ثقافة السلام الراسخة فينا وسنواصل نهجنا في المقاومة الشعبية السلمية ولن نقبل بمستقبل من الجدران والحصار والتمييز العنصري والقهر والكراهية والاستعمار.
بدوره، قال رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف شيخ نيانج "في الوقت الذي نحتفي فيه باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، فإن مطالب الشعب الفلسطيني لم تتحقق بعد للأسف، وما يزال يعاني من الاحتلال".
وأضاف أنه رغم جهود الأسرة الدولية فإن قضية فلسطين لم تجد طريقها إلى الحل، وإسرائيل ما زالت تمارس التهجير تجاه الفلسطيني، وتتوسع في البناء الاستيطاني، واعتقال المدنيين والأطفال.
وشدد على أنه لا يمكن التوقف عن محاولة اللجنة لتحقيق سلام عادل وحل عادل للشعب الفلسطيني، واللجنة كانت حريصة على الاستجابة نحو الأحداث الخطيرة التي تمر بها القضية في الآونة الأخيرة، من التوسع الاستيطاني غير الشرعي الذي يعد خرقا مدانا للقانون الدولي وتهديدا للتسوية السلمية.
واستنكر نيانج الخروقات الإسرائيلية المتواصلة وأعمال العنف في المسجد الأقصى، وطالب بضرورة وقف كل الاعتداءات تجاه الفلسطينيين، والالتزام بالقانون الدولي، مشيرا إلى ممارسات الاحتلال فيما يتعلق في التغيير الديمغرافي في القدس.
وأعرب عن قلقه من تصنيف الاحتلال لمنظمات فلسطينية تدعو إلى حماية حقوق الإنسان الفلسطيني كمنظمات إرهابية، مؤكدا أن اللجنة تعمل جاهدة لاستئناف المفاوضات لحل دائم وعادل للقضية الفلسطينية، وستواصل التضامن مع الشعب الفلسطيني حتى يتمكن من إقامة دولته بما يضمن العيش بحرية وكرامة للشعب الفلسطيني.
من جانبه، أشار رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة عبد الله شهيد إلى أن الشرق الأوسط ما يزال في صدارة الأجندة العالمية، مشددا على ضرورة التوصل إلى تسوية عادلة للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.
وقال إنه رغم كل الطاقة والجهد والقرارات الأممية والمفاوضات لم يتحقق الكثير، وما زال الشعب الفلسطيني يعاني، في الوقت الذي أكدت الأمم المتحدة في قرارتها السابقة أهمية حل قضية اللاجئين والقدس، فيما تراجعت آمال العودة للأسر الفلسطينية في الشتات بسبب توسع المستوطنات.
وأكد شهيد ضرورة النظر لتردي الأوضاع في قطاع غزة، ونقص الخدمات الأساسية من كهرباء وماء، إضافة إلى البطالة بسبب الحصار، كذلك تفاقم الأوضاع بسبب جائحة "كورونا".
وأشار إلى دور المجتمع الدولي في تحقيق التطلعات للحل السلمي للقضية الفلسطينية، وتعزيز مشروع حل الدولتين لوقف معاناة الشعب الفلسطيني وضمان عيشه بكرامة وسلام وحرية.
وأشاد بدور وكالة "الأونروا" في الشرق الأوسط فيما يتعلق باللاجئين الفلسطينيين والخدمات التي تقدمها له، وشدد على ضرورة العمل على توفير الدعم للأونروا لضمان استمرارها في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين، داعيا إلى ضرورة العمل لإحلال السلام في الشرق الأوسط.
من جهته، أشار رئيس مجلس الأمن خوان رامون ديلا فوينتي إلى المؤتمر الذي عقد منذ 30 عاما في مدريد، والذي كان النواة للمفاوضات السلمية بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، مشددا على أن الحل العادل لا يمكن أن يتحقق إلا بالوسائل السلمية، ودعم الأمم المتحدة سيكون دافعا لهذا الحل.
وقال إن مجلس الأمن دأب على عقد نقاشات مفتوحة بشكل دوري حول الوضع في غزة والقدس الشرقية على أساس القرارات السابقة للمجلس، كما أن الوضع في الشرق الأوسط ما زال شاغلا أساسيا للمجلس خاصة الوضع القائم في فلسطين، و"نحن ملتزمون بشكل كامل لإيجاد حل عادل للوضع في الشرق الأوسط، كما أن المجلس ملتزم بالقرارات السابقة له".
وأكد ضرورة استئناف المفاوضات السلمية للوصول إلى حل الدولتين، بسيادة كاملة واعتراف دولي كامل وسلام حسب المعايير الدولية، معربا عن قلقه من الوضع القائم على الأرض من استيطان وهدم وعنف وهجمات ضد المدنيين، الأمر الذي يهدد حل الدولتين.
وشدد على أهمية حماية المدنيين، معربا عن قلقه من الوضع الاقتصادي المتردي في قطاع غزة.
وطالب بتوفير الدعم لتعزيز مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية، مؤكدا الدور المركزي التي تلعبه "الأونروا" بالدعم المقدم للاجئين.
من ناحيتها، أشارت المتحدثة باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إلى أن الوضع في الأراضي المحتلة ما زال يمثل تهديدا للأمن الدولي، داعية إلى ضرورة إعادة إطلاق الحوار بين الجانبين.
وشددت على أن الهدف الأسمى هو حل الدولتين، وتحقيق التطلعات حسب قرارات الأمم المتحدة على حدود عام 1967.
وأشادت بالمانحين للأونروا الذين يلعبون دورا في استمرارية عملها لتقديم المساعدات للاجئين الفلسطينيين في فلسطين والشتات، مؤكدة الدعم القوي للشعب الفلسطيني للحصول على حقه في العيش بأمان وسلام وكرامة.
وتابعت: "الأمم المتحدة ملتزمة بتهيئة الظروف لعودة الطرفين للحوار"، مستنكرة العنف الممارس من المستوطنين والتوسع الاستيطاني، وممارسات سلطات الاحتلال من اعتقالات وإخلاء الفلسطينيين من منازلهم، وأعربت عن قلقها من الوضع القائم في القدس الشرقية.
بدوره، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في كلمته التي ألقاها رئيس بعثة الجامعة العربية لدى الأمم المتحدة السفير ماجد عبد العزيز، أن الجامعة العربية ملتزمة تجاه دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية، وهي تقف احتراما لصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة ظروف الاحتلال العنصري في القدس الشرقية وغزة.
وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية تمثل اليمين المتطرف الذي لا يؤمن بحل الدولتين ويعزز الاستيطان، وهذا الواقع يقف عائقا أمام المفاوضات السلمية، وأن فرصة تطبيق حل الدولتين لن تبقى قائمة على المدى الطويل بسبب ممارسات الاحتلال، وأنه حان وقت الانتقال إلى التسوية النهائية والحل الدائم.
ودعا المجتمع الدولي إلى دعم حل الدولتين المرتبط بالأمن والسلم الدوليين، وإلى إقامة الدولة الفلسطينية على أساس القرارات الدولية، مشيدا بأحرار العالم الداعمين للقضية الفلسطينية، وبالشعب الفلسطيني لصموده في وجه الاحتلال.
من جانبه، قال المتحدث باسم منظمة التعاون الاسلامي حسين ابراهيم طه، إن هذا اليوم مهم في تعزيز التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، معربا عن إدانة المنظمة لاعتداءات الاحتلال وممارساته بما يغير الواقع الديمغرافي خاصة في القدس المحتلة، وانتهاك حرية العبادة والاعتداء على المقدسات في القدس.
وأكد أن تلك الممارسات تعد انتهاكا سافرا لقرارات الأمم المتحدة، داعيا الدول التي فتحت ممثليات في القدس إلى الالتزام بالقرارات الدولية.
وقال إن بناء المستوطنات في القدس والضفة من شأنه تقويض فرصة حل الدولتين وهو انتهاك لقرارات الأمم المتحدة.
وذكر طه أن استمرار إفلات إسرائيل من العقاب قد عمّق غياب العدالة، داعيا الأمم المتحدة إلى مساءلة إسرائيل على انتهاكاتها وممارساتها، ودول العالم إلى الاعتراف بدولة فلسطين، لما له أهمية في دعم الشعب الفلسطيني.
وأكد دعم المنظمة لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 67 وإيجاد حل دائم لقضية اللاجئين حسب قرارات الأمم المتحدة وعلى أساس الشرعية الدولية.
وأكدت رئيسة فنلندا السابقة تاريا هالونين، دعمها حق الشعب الفلسطيني بالحرية، مستعرضة ما يعانيه شعبنا جراء الاحتلال الإسرائيلي والآثار المترتبة على ذلك على المجتمع الفلسطيني، فيما قالت أنييس كالامار من مفوضية حقوق الإنسان، إن الفلسطينيين يعيشون أزمة تمس حقوق الإنسان منذ عقود، وعانوا من تقويض كل حقوقهم في مختلف الأماكن.
وقالت أفضل معلمة في العالم لعام 2016، الفلسطينية حنان الحروب، "أملنا بغد أفضل والأمل مستهدف من قبل الاحتلال وأصبح مهددا ومحاصرا، ومن حق الطفل الفلسطيني أن يعيش طفولة حقيقية، وأن يتعلم في بيئة آمنة".
وتابعت الحروب: "المعلم عليه أن يكون مرشدا وصديقا، وأن يعمل على تحرير الأطفال من الخوف نتيجة الأزمات التي يعيشها، الطفل الفلسطيني يستحق احترام طفولته واحترام الحق في عيشه على أرضه دون خوف".
من جهته، أكد الناشط المقدسي محمد الكرد، في كلمته، أن الشعب الفلسطيني لا بد وأن يحصل على حريته، والاحتلال إلى زوال في النهاية، داعيا إلى وقفة دولية جادة لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالشعب الفلسطيني وقضيته.
واستعرض الكرد ما يتعرض له أبناء شعبنا من جرائم على يد الاحتلال، وممارساته في القدس المحتلة، والعلاقة التكاملية بين حكومة الاحتلال والجمعيات الاستيطانية والقضاء الإسرائيلي.
وأشار الكرد إلى تاريخ تهجير عائلته والوضع الحالي الذي تعيشه ومعاناتها في مواجهة اقتلاعها وتهجيرها، كشكل من أشكال التطهير العرقي الذي تمارسه دولة الاحتلال بحق أبناء شعبنا.
بدوره، أشار سفير سيرلانكا في الأمم المتحدة بيتر موهان مايثري بيريس، إلى الوضع في فلسطين، وحقوق الإنسان في ظل الاحتلال الإسرائيلي، فيما أكدت المراقبة الدائمة لقمة الاتحاد الإفريقي فاطمة محمد، دعم القمة الإفريقية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة يستطيع النساء والأطفال العيش فيها بأمان.
من جانبه، أكد مندوب أذربيجان في الأمم المتحدة ياشار علييف في كلمة عن مجموعة دول عدم الانحياز، التضامن مع شعبنا وحقوقه غير القابلة للتصرف، مجددا التزام المجموعة بالمساهمة في حل عادل في الشرق الأوسط قائم على قرارات الشرعية الدولية، والدفع بشكل قوي لتحقيق حل عادل للقضية الفلسطينية.
ــــــ
/م.ع، م.ل، و.أ