الرئيسية أخبار دولية
تاريخ النشر: 25/06/2020 01:56 م

داعم الإرهاب

 

رام الله 25-6-2020 وفا- "العنصري، الأحمق، عديم الخبرة، الداعم لإسرائيل،...." صفات عدة أطلقت على الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنكرها وحاول التملص منها، إلا دعمه لإسرائيل واصراه عليه مدمرا كافة الجهود السابقة للإدارات الأميركية، في مسار مفاوضات السلام، على قاعدة حل الدولتين.

ترمب الذي خاطب القاعدة الصهيونية في أميركا في شهر كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، بالقول لأنصار إسرائيل: أنا مرشّحكم الوحيد، في حين علق قبل ذلك بشهر أيضا على إمكانية عزله عن الحكم في الولايات المتحدة، أمام حشد ذي أغلبية يهودية أثناء فعالية عقدت في نيويورك ضمن إطار حملته الانتخابية، على أن إدارته تعمل جاهدة على دعم إسرائيل، مشيرا إلى أن نسبة تأييده في الدولة العبرية تبلغ نحو 98%، نتيجة دعمه غير المحدود والأعمى لسياسات الاحتلال الاسرائيلي، وسعيه الحثيث لفرض ما أسمته الإدارة الأميركية بصفقة القرن في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية.

وتابع: "في الواقع، إذا حدث شيء هنا فإنني سأتوجه إلى إسرائيل وسأتولى منصب رئيس الوزراء على وجه السرعة".

ترمب لم يكتف فقط بدعمه الأعمى لإسرائيل، بل حرص على الدوام على تعيين كل من له خلفية ذات ميول صهيونية في إدارته، كحال السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان والمبعوث الأميركي السابق للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، اللذين حرصا شخصيا على امساك المطارق الكبيرة وتدشين نفق تهويدي باسم "درب الحجاج" في القدس المحتلة، في دلالة على دعمهما الصريح للتهويد وسرقة الحق الفلسطيني.

فريدمان الذي ظل يؤكد في تصريحات عديدة أن "حل الدولتين وهم"، ولإسرائيل "الحق القانوني" في توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، قالها صراحة إن ادارة رئيسه ترمب، صهيونية واسرائيلية أكثر من حكومة الاحتلال ذاتها، وهو ما عبر عنه في مقابلة سابقة له مع صحيفة "هآرتس"، أشار فيها إلى أن "ترمب يدعم ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية، وعلى الإسرائيليين أن يقرروا إن كانوا يرغبون أو لا بالتخلي عن أراض لإقامة دولة فلسطينية... الخيار يعود لهم... ترمب لا يعتقد بأن قيام دولة فلسطينية مستقلة واجب على الأميركيين".

تصريحات دفعت آنذاك بصحيفة "نيويورك تايمز" الى وصفه بـ"الخيار الخطير كسفير أميركا لإسرائيل" منتقدة ما وصفته بـ"وجهات النظر المتطرفة" لفريدمان التي تختلف جذريا مع السياسة الأميركية ومع وجهات نظر معظم الأميركيين، وانه (اي فريدمان) دليل على جهل خطير أو عدم اكتراث للألغام الأرضية المنتشرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

الاعلام العبري لم تختلف نظرته أكثر عن هذا التوصيف، حيث نعته ليوسي فيرتر في "هآرتس" بالقول "إن نظرة ترمب للوضع بدت فارغة وان اطلاعه وأعوانه على الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني محدود جدا في أحسن الحالات".

وبالنظر الى الخلفية الفكرية لترمب وانصاره وداعميه، تتضح منطلقاته أكثر في رؤيته للحل، حيث تشير المجلة الأميركية الشهيرة فورين بوليسي إلى أنه قد لا يعرف كيف يحمل الإنجيل ولكن هذا لم يمنع الإنجيليين من دعمه، رغم انه رجل مليء بالعيوب، تباهى بمغامراته الجنسية وخياناته لزوجته".

"الإنجيليون" المُحافظون في (أميركا) الذين يدعمون ترمب ومن قبله "جورج بوش" الابن، يؤمنون بضرورة بناء "هيكل أورشليم" على ركام المسجد الاقصى، وبمعركة "هرمجدون" لتسريع المجيء الثاني للسيّد "المسيح"، فيما يقدر عددهم في الولايات المتحدة من 50-100 مليون.

ويقول البروفيسور في عِلم اللاهوت غاري بيرج، أحد المنتمين إلى مجتمع الإنجيليين، إن هذه الطائفة "تعتبر نشأة "إسرائيل" كأرض للميعاد من أشكال الاكتمال اللاهوتي، ويمكن التأكيد على أن المسيحيين الفلسطينيين غير موجودين بالنسبة لاتباع هذه الطائفة".

ومع هذه الخلفيات جميعها، فإن اعلان كليان كونوي مستشار ترمب، بأن الاخير من المقرر ان يدلي قريبا ببيان هام عن "خطة الضم" وأنه يرغب في أن يكون وكيلا لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، ليس الا حلقة جديدة في مسيرة حلقات الدعم الأميركي للإرهاب الإسرائيلي.

(وكالات)

ــــــــ

ج.س

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا