أهم الاخبار
الرئيسية تقارير وتحقيقات
تاريخ النشر: 24/08/2025 07:44 م

المغير التي يسعى الاحتلال والمستعمرون لتهجيرها

رام الله 24-8-2025 وفا- رامي سمارة

كالثكلى، بدت تمام أبو عليا (67 عاما) بعد أن تفقدت حجم التخريب الذي أوقعه الاحتلال في أراضي عائلتها بالسهل الشرقي لقرية المغير، شمال شرق رام الله.

وتصف أبو عليا الهجمة التي اقتلع فيها جيش الاحتلال على مدار 3 أيام آلاف الأشجار وجرف مئات الدونمات، بـ"الشرسة جدا"، لا سيما أن الضرر الأكبر وقع في الأراضي المملوكة لوالدها وعمها في المنطقة، والتي تزيد مساحتها عن 70 دونما.

تقول تمام: "هزت هيئة الأرض هذه قلوبنا، ومعظم الأشجار هي أكبر منا، ووالدي الثمانيني قضى معظم حياته في فلاحة الأرض وزراعتها وجني المحاصيل منها، رغم الخطر المتوخى بعد أن فتح الاحتلال طريق (ألون) الاستيطانية".

لا شجرة ولا حجرة تُركت قائمة في الأرض التي زرعها جدها قبل 90 عاما، وفق أبو عليا، التي لا ترتسم في مخيلتها صورة للحقول إلا كما كانت عليه قبل عدوان الاحتلال، سهلا أخضر.

تستحضر من الذاكرة لما كانت وإخوتها يجلبون الماء لري الأشجار والمزروعات في تلك الأرض التي أصبحت جرداء، وكيف بدأ الاحتلال والمستعمرون يسرقون الأرض ويمنعون أصحابها عنها، واليوم إن اشتهى أحدهم حبة لوز عن شجرة أصبح يتسلل كاللصوص كي يحصل عليها.

وتشير إلى أرض تقع شرقي الطريق الاستعمارية كان جرار يهيئها للزراعة، وتقول بأسى: "تلك الأرض يملكها والدي، والجرار يعود لمستعمر".

عبد اللطيف أبو عليا، هو صاحب أقرب بيت على الطريق الاستعمارية، يقيم هناك منذ 50 عاما، وكان أقرب شاهد على ما قامت به آليات الاحتلال منذ صباح الخميس وحتى مساء السبت في السهل الشرقي لقرية المغير.

طال التجريف نحو 10 دونمات يزرعها أبو عليا بالزيتون، في إطار الهجوم الوحشي الذي شنه الاحتلال على القرية والذي أدى إلى مسح السهل الأخضر بشكل كامل، كما يقول.

ولا يجد عبد اللطيف مبررا لذلك العدوان الذي شنه الاحتلال، سوى أنه استكمال لأعمال الإرهاب التي يشنها المستعمرون، والتي ترمي لتخريب الأرض وتجفيف مصادر الرزق ودفع المواطنين للهجرة عن المغير، وهو الأمر الذي لن يتحقق، فالناس هنا مزروعون بالأرض كالأشجار، كما يقول.

يحصي أبو عليا بالعشرات عدد المرات التي هاجم فيها المستعمرون منزله الواقع على أطراف المغير، ويقول إنها باتت تكتسب طابعا أكثر عدوانية في الأشهر الأخيرة، الأمر الذي اضطره لإحاطة المنزل بسياج شائك مكهرب.

يقول: "حاولوا اقتحام المنزل عديد المرات، وقاموا بقذفه بالحجارة والزجاجات الحارقة، وأضرموا النار في المركبات، ومؤخرا كانت هجمات المستعمرين أكثر وحشية، وفي 12 من نيسان/ أبريل 2024 استشهد الشاب جهاد عفيف أبو عليا على سطح منزلنا خلال عدوان للمستعمرين، وليس هناك تصور ما الذي قد يحدث خلال الفترة القادمة".

وبحسب تقديرات مجلس قروي المغير، فإن الخسائر التي تكبدتها القرية بفعل العدوان الأخير لقوات الاحتلال وصلت إلى اقتلاع 10 آلاف شجرة زيتون عمر بعضها لا يقل عن 100 سنة، إضافة إلى تحطيم والاستيلاء على 15 مركبة، فيما سرق جنود الاحتلال مبلغ 20 ألف شيقل خلال اقتحام أحد المنازل ومصاغا ذهبيا، فضلا عن الخسائر التي لحقت بالمواطنين جراء تحطيم محتويات منازلهم ومنعهم من الخروج للعمل وإغلاق المحال التجارية.

وذكر عضو المجلس القروي مرزوق أبو نعيم، أن "المنطقة العسكرية" التي أعلن عنها الاحتلال شرقي القرية، تقدر مساحتها بـ 296 دونما، وهي تمثل فقط ربع المساحات التي جرفها الاحتلال خلال عمليته العسكرية، والتي طالت السهل ومنطقتي القبون والحجار.

وأكد أن التجريف وخلع الأشجار يتجاوز الذرائع الأمنية التي أعلن عنها جيش الاحتلال، وهو أقرب لعملية اغتيال للمناطق الزراعية والرعوية في القرية، في مسعى لاسترضاء المستعمرين.

وأشار أبو نعيم إلى أن ذلك الاعتقاد يعززه شروع 7 آليات قبل يومين بشق طريق استعمارية جديدة في الجهة الغربية من قرية المغير لتصل بين بؤرة استعمارية أقيمت مؤخرا ومستعمرة "عادي عاد"، ضمن مخطط يرمي لتهجير المواطنين بإرهابهم والتضييق عليهم.

وذكر أن المستعمرين، وفي إطار أعمال الترهيب المعنوي، تداولوا على منصات التواصل الاجتماعي صورا لشاحنات قالوا إنها مستعدة لنقل عفش أي مواطن من المغير يقرر الرحيل عن القرية، كما أن بعض ضباط جيش الاحتلال هددوا المواطنين خلال اقتحام منازلهم بمصير مثل مصير رفح.

وقال إن جلب الاحتلال لآليات عسكرية من طراز D9 في عمليات تجريف ولأول مرة بمنطقة رام الله، ربما هو مؤشر على توجه بمسح القرية.

ـــــــــ

ر.س/ م.ع

مواضيع ذات صلة

اقرأ أيضا