كولومبو 17-11-2025 وفا- أطلع سفير فلسطين لدى سريلانكا والمالديف، إيهاب الطري، رئيس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في سريلانكا، الكاردينال مالكوم راجيث، على آخر المستجدات في فلسطين، خاصة الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، وما يتعرض له المدنيون من عدوان مستمر خلف دمارا واسعا في البنية التحتية والمنازل والمستشفيات والأماكن الدينية، بما في ذلك دور العبادة المسيحية التي لم تسلم من القصف.
وأشار السفير الطري إلى أن الكنائس في غزة تكبّدت خسائر فادحة على مدار أكثر من عامين، رغم قيامها بإيواء مئات المدنيين النازحين، مبينا أن تقارير ميدانية وإنسانية وثقت تضرر ما لا يقل عن ثلاث كنائس بشكل مباشر، من بينها كنيسة العائلة المقدّسة التي تعرضت لهجوم أسفر عن استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة عدد من المدنيين الذين احتموا داخلها، بالإضافة إلى دمار جزئي في مرافقها.
وقال إن كنائس تاريخية أخرى في المدينة القديمة تضررت كذلك بفعل الغارات المتكررة، وسط صمت دولي مؤسف تجاه الاعتداءات الإسرائيلية التي تطال الأماكن المقدسة والمراكز الإنسانية.
كما استشهد السفير الطري بمواقف بابا الفاتيكان لاون الرابع عشر الداعية إلى وقف العمليات العسكرية، وإدانته للنزوح القسري للمدنيين في غزة، ودعوته إلى تقديم مساعدات إنسانية مستدامة، وإلى الحوار للوصول إلى حل الدولتين من أجل تحقيق سلام عادل ودائم، إضافة إلى مطالبته بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني.
ونقل السفير الطري للكاردينال راجيث تحيات القيادة والشعب الفلسطيني وتقديرهم لمواقفه الداعمة والمستمرة لعدالة القضية الفلسطينية.
من جانبه، عبر الكاردينال راجيث عن تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني، مؤكدا دعمه الثابت لحقه في الحرية والكرامة والعيش بسلام.
وأبدى أسفه العميق لاستهداف الكنائس والمساجد، مشيرا إلى أن هذه الاعتداءات تمس الإنسانية جمعاء، داعيا إلى ضرورة توحد المسلمين والمسيحيين في مواجهة الغطرسة والتطرف الإسرائيلي المستمر.
واستذكر الكاردينال زيارته للأراضي الفلسطينية عام 1976، وأنه عاد متضامنا مع الشعب الفلسطيني بعد أن شاهد معاناته وتهجيره القسري ومحاصرته، مؤكداً أنه منذ ولادته عام 1947 عايش آلام الشعب الفلسطيني، خاصة الحرب المستمرة على غزة.
وقال: "لقد آن الأوان أن ينال الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره، وأن تولد الدولة الفلسطينية التي يستحقها شعب يرزح تحت الاحتلال منذ أكثر من 78 عاماً."
وقدّم السفير الطري هدية رمزية للكاردينال، تقديرا لمواقفه الإنسانية، ورسالة تعبر عن الصمود والإيمان بالسلام والعدالة.
ويأتي هذا اللقاء، الذي حضره المستشار هشام أبو طه من السفارة الفلسطينية، ضمن جهود السفارة المستمرة لحشد الدعم الإنساني والروحي من مختلف المكونات الدينية في سريلانكا، وللتعريف بما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان وحرب إبادة، بهدف حماية الأبرياء والحفاظ على المقدسات ونصرة القضية الفلسطينية.
ــــ
و.أ


