القاهرة 10-11-2025 وفا- عقدت الجامعة العربية جلسة حوارية إقليمية حول "التجويع كسلاح حرب: الحصار والعدوان الإسرائيلي وتداعياته على النساء في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة"، عبر تقنية "زووم" اليوم الاثنين.
وجاءت الجلسة في إطار تنفيذ خطة عمل لجنة الطوارئ لحماية النساء أثناء النزاعات المسلحة في المنطقة العربية (2025–2028) التي تم اعتمادها من قبل لجنة المرأة على المستوى الوزاري في دورتها 44 لعام 2025، بالتعاون مع وزارة شؤون المرأة بدولة فلسطين والمكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة للدول العربية.
وتهدف الجلسة إلى تسليط الضوء على الانعكاسات الإنسانية والاجتماعية والنفسية لاستخدام التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين في غزة، واستعراض الأبعاد القانونية لهذه الجريمة، وتعزيز التنسيق العربي والأممي لضمان وصول المساعدات الإنسانية المراعية لاحتياجات النساء والفتيات المتضررات، وحشد التضامن الدولي من أجل رفع الحصار.
وشهدت الجلسة كلمات من وزيرة شؤون المرأة منى الخليلي، ووزيرة التضامن الاجتماعي- نائب رئيس جمعية الهلال الأحمر المصري مايا مرسي، والمدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة للدول العربية معز دريد، إلى جانب كلمة مدير إدارة المرأة بالجامعة العربية دعاء خليفة.
وشددت الخليلي، على أهمية الضغط الفوري لوقف كامل للعدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة، معتبرة ذلك مسؤولية عربية جماعية تجاه الشعب الفلسطيني، وبخاصة النساء والفتيات اللواتي يتحملن العبء الاكبر في ظل الازمات الإنسانية.
ولفتت إلى أهمية إشراك المرأة في صنع القرار خلال مرحلة التعافي انسجاما مع برنامج الحكومة في الاغاثة والتعافي وإعادة الإعمار، وضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لمحاسبة اسرائيل على الانتهاكات ضد المدنيين، وتفعيل لجنة الطوارئ العربية لدعم جهود الاغاثة وإعادة الإعمار، مع توفير ممرات انسانية آمنة لإيصال الغذاء والدواء واجلاء الجرحى والمرضى.
كما شددت على تمكين المرأة الفلسطينية من حقوقها المشروعة في التعليم والعمل والحماية الاجتماعية، الى جانب دعم برامج التمكين الاقتصادي من خلال المشاريع النسوية والشبابية، وضمان ان تكون جهود إعادة الإعمار عملية شاملة يشارك فيها الجميع، رجال ونساء وفتيات، لضمان الاستدامة وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وأطلقت الخليلي نداء عربيا للتضامن والعمل المشترك لدعم المرأة الفلسطينية، مؤكدة أن صمودها يشكل رمزًا للثبات والمقاومة، وأن النهوض من هذا الواقع لن يتحقق الا بالتعاون العربي المشترك والمناصرة الدولية الفاعلة.
لدورها، قالت مرسي، إن التجويع سياسة متعمدة تفتك بالنساء والاطفال، وان انهيار المنظومة الصحية والنزوح المتكرر والاعتداءات تركت آثارا جسيمة، مؤكدة موقف مصر الداعم وجهود الهلال الاحمر المصري في تقديم المساعدات، مع تقديم 600 الف مساعدة انسانية، ودعت المجتمع الدولي للمشاركة في مؤتمر إعادة الإعمار لضمان الاستقرار والخدمات الاساسية والحماية الاجتماعية والتعليم الامن للاطفال، مع تأسيس صندوق وطني للحماية الاجتماعية.
من جانبه، شدد سفير النرويج لدى مصر اريك هوسم على ضرورة التزام اسرائيل بالمساعدات الانسانية ووقف التجويع كسلاح حرب، والعمل المشترك نحو حل الدولتين وضمان المساواة بين الجنسين في جهود الاغاثة وإعادة الإعمار، مع تجديد دعم النرويج للحوار ودور جامعة الدول العربية.
كما اوضح المدير بالانابة لمكتب تمثيل الاونروا في القاهرة رولاند فريدرش ان المجاعة في غزة بلغت مستويات غير مسبوقة، مشيرا الى تأثيرها على الاطفال والنساء والفتيات. ودعا الى وضع النساء في صميم جهود التعافي عبر المساعدات الغذائية والخدمات الصحية والمياه والدعم المادي، وضمان بيئة تعليمية ومساحات آمنة للاطفال والفتيات.
من جانبها، أكدت ممثلة المدير الاقليمي لبرنامج الاغذية العالمي نجار خزامي، على ضرورة توفير الغذاء والدعم الانساني لأكثر من مليوني شخص، مشيرة الى تحديات وصول المساعدات، مشددة على أهمية فتح المعابر وإعادة النظام الاقتصادي ووقف الانهيار، مع مشاركة الجميع في الاستفادة وقيادة جهود إعادة الإعمار لضمان استدامتها.
ـــــ
ع.و/ي.ط


